: الإعلامي / خضران الزهراني
الحياة بطبيعتها متقلبة، لا تثبت على حال، ولا تدوم لأحد في وضعٍ معين، فكما أن الشمس تشرق وتغيب، وكما تتعاقب الفصول بين شتاءٍ قارس وصيفٍ حار، كذلك أحوال البشر تتبدل، فلا غنى يدوم، ولا فقر يستمر، ولا فرح يبقى للأبد، ولا حزن يستوطن القلب إلى الأبد. وهذا ما يلخصه المثل الشهير: “الأيام دوّارة”، في إشارة إلى أن الزمن كفيل بتغيير الأحوال، سواء للأفضل أو الأسوأ.
الحياة بين المد والجزر
من يتأمل في تجارب الحياة يدرك أن الأيام مثل البحر، تارةً تأتي بالأمواج الهادئة التي تبشر بالخير والنجاح، وتارةً أخرى تعصف بالأمواج العاتية التي تختبر قوة الإنسان وصبره. فكم من شخص كان في قمة مجده وسلطانه، ثم دارت به الأيام ليجد نفسه في موقفٍ لم يكن يتخيله! وكم من إنسان عاش لحظات صعبة ظن أنها لن تنتهي، ثم انقلبت الأحوال وفتحت له الأبواب التي لم يكن يتوقعها.
دعوة للتواضع والصبر
يحمل هذا المثل في معناه العميق دروسًا ثمينة، فهو تذكير لمن أنعم الله عليه بالنجاح والقوة بألا يغتر، وألا ينظر للآخرين باستعلاء، لأن الدهر متغير، وقد يأتي يوم يحتاج فيه إلى من استضعفهم أو تجاهلهم. كما يدعو أيضًا من يعيش في ضيق أو محنة إلى التحلي بالصبر والتفاؤل، لأن الأحوال لا تبقى كما هي، ومن صبر وعمل بجد سيجد أن الأيام قد تدور لصالحه.
الأمل في تغير الأحوال
عندما نواجه المصاعب، قد نشعر أحيانًا بأننا عالقون في وضع لا يتغير، لكن الحقيقة أن الحياة مستمرة، والأيام تحمل معها فرصًا جديدة لمن يسعى ويؤمن بأن الغد قد يكون أفضل. فالتاريخ مليء بقصص أشخاص بدأوا من القاع، لكنهم لم يستسلموا، واستمروا في الكفاح حتى غيرت الأيام مسار حياتهم نحو الأفضل.
خاتمة
في النهاية، “الأيام دوّارة” ليست مجرد عبارة تُقال عابرًا، بل هي فلسفة تعكس واقع الحياة وتقلباتها. وهي تذكير دائم لنا بأن لا نغتر عند الرخاء، ولا نيأس عند الشدة، فكما أن الليل يعقبه نهار، فإن كل محنة تحمل في طياتها فرصة، وكل سقوط قد يكون بدايةً جديدة للصعود.