منصور قريشي :مكة المكرمة :-
ام فضيلة الشيخ الدكتور عبدالله بن عواد الجهني اليوم المصلين لصلاة الجمعة بالمسجد الحرام
وقال فضيلته:احمدوا الله على نعمة بلوغ الشهر، واشكروه بالجد والاجتهاد ؛ فهذه أزمنة الفضائل فأين المغتنمون؟ وهذه مواسم التجارات الرابحة فأين الطالبون؟
والسَّعيدُ من تَدَبّر أمره، وأخذ حِذْرَه، وانتهز الفرصة قبل فواتها، واغتنم فضل ربّه ذي الجود والكرم والإحسان؛ فأكثروا من قراءة القرآن والتصدّق على الفقراء والأيتام، وصونوا جوارحكم فيه عن المعاصي والذنوب والآثام.
وأغتنموا مدّة هذه الحياة قبل فَواتِها، وسارعوا إلى الطّاعات فإنكم في أشرفِ أوقاتها، والإنسان في هذه الحياة الدنيا لن يُعَمّر ولن يبقى، فهو موجود من العدم، وصائرٌ إلى العدم، وإن الساعات التي تمرّ به كأنها لحظات إلى أن يصل إلى آخر نهايته.
ومن أعظم نعم الله على عباده المؤمنين: أَنْ منَّ عليهم قبل أيام قلائل ببلوغ موسم من مواسم الخيرات، وهو شهر رمضان ذو الرحمات والبركات، شهر يفرح فيه الصائمون، ويربح فيه عند الله العاملون.
وكان رسول الله ﷺ يُبَشّر أصحابه، ويقول لهم: «أتاكم شهر رمضان شهر بركة، يُنزل اللهُ فيه الرحمة، ويحُطُّ الخطايا، ويستجيبُ الدُّعاء، ويباهي الله بكم ملائكته ، فأروا الله من أنفسكم خيرًا؛ فإن الشقيّ من حُرِم فيه رحمة الله». عزاه الهيثمي في المجمع إلى الطبراني.
ولنتذكر إخوانًا لنا كانوا معنا في العام الماضي ينتظرون شهر رمضان -شهر الخير والبركة-؛ انتهت آجالهم، وانقطعت أعمالهم، وصاروا إلى صِقع من الأرض ليس معهم إلا أعمالهم.
و كان من هديه ﷺ في شهر رمضان -وهو أكمل الهدي-: الإكثار من أنواع العبادات، فقد كان أجود الناس بالخير، وكان أجود ما يكون في رمضان، يُكْثر فيه من الصدقة والإحسان وتلاوة القرآن والصلاة والذكر والاعتكاف.
واحمدوا الله على نعمة بلوغ هذا الشهر، واشكروه بالجد والاجتهاد وعمارة أوقاته بأنواع الطاعات، وأقبلوا عليه -رحمكم الله- بحفظه من الزلل والآثام؛ فهذه أزمنة الفضائل فأين المغتنمون؟ وهذه مواسم التجارات الرابحة فأين الطالبون؟