الرئيسية مقالات الوعي هندسياً عبر السردية

الوعي هندسياً عبر السردية

48
0

بقلم: الكاتبة مي الحارثي
القارئ العزيز، إن السردية لا تزدهر إلا من خلال الإخصاب المعرفي والكوني، فهي عملية تستلزم عمقًا فكريًا واتساعًا في الإدراك. أما هندسة الحروف، فهي تتطلب ازدواجية في الفهم، ودراسة شاملة للغة، حيث يمكن أن نجد أنفسنا نحكي بلسان العامية في متن الفصيح، مما يخلق فجوة إدراكية قد تُربك القارئ، فيكون عاجزًا عن استيعاب المعنى الحقيقي للنص.

إن السردية العربية بحاجة إلى تنميق رفيع المستوى وذائقة فلسفية ومعرفية، بحيث يكون النص الأدبي مستدامًا، فيُكتب ليظل محفورًا في الذاكرة، يتغلغل في العقل الباطن، ويؤسس لركائز علم المعرفة التي تجعل من الكتابة فعلًا خالدًا، لا يستهلكه الزمن، بل يُعيد تشكيل الوعي مع كل قراءة.

السردية لا تقتصر على الأدب فقط، بل تشمل كل الأحداث والقضايا الاجتماعية التي تمر عبر الزمن. فعلى سبيل المثال، رؤية المملكة 2030 تحمل في جوهرها سردية ازدهار، حيث صاغ سمو ولي العهد الأمير محمد بن سلمان رؤية طموحة خصبة بالمعرفة والتنمية، ما مكّنها من تحقيق أهدافها الاقتصادية، والاجتماعية، والتاريخية.

يا له من إرث عظيم أن يُذكر اسم سموه مقرونًا بالتنمية والنهضة، وما أعظم المحبة التي يغرسها الله في قلوب الناس لمن يسعى لخير أمته!