الرئيسية مقالات الأم والأب… ركيزتا الحياة وحكاية الحب الخالد

الأم والأب… ركيزتا الحياة وحكاية الحب الخالد

37
0

الكاتب/ خضران الزهراني

في رحلة الحياة، هناك شخصان لا يتكرران، ولا يمكن تعويضهما مهما مر الزمن؛ الأم والأب. كلاهما يمنحان الحب بطرق مختلفة، أحدهما بالدفء والحنان، والآخر بالصبر والتوجيه. ورغم اختلاف الأسلوب، فإن الهدف واحد: بناء إنسان قوي، قادر على مواجهة الحياة.

الأم… نبع الحنان والعطاء

الأم هي أول من يحتضنك عند قدومك إلى الدنيا، وأول من يسهر بجانبك عند المرض، وأول من تفرح لنجاحاتك وكأنها إنجازاتها الخاصة. هي من تمنحك الأمان، تراك بأجمل صورة، وتحميك حتى من نسمة الهواء. حبها لا يحتاج إلى برهان، فهو واضح في كل تصرفاتها، في دعواتها، وفي نظراتها التي تفيض حنانًا.

الأم تقدمك للعالم، تمنحك الحياة، وتتأكد أنك لست جائعًا. إنها تحميك من السقوط، وتعلمك كيف تمشي على قدميك، وتعكس لك الكمال والجمال. حبها لا يرتبط بزمان أو مكان، فهو منذ اللحظة الأولى وحتى آخر العمر.

الأب… الصبر والقوة والتوجيه

على الجانب الآخر، الأب هو ذلك الجدار الصلب الذي تتكئ عليه، حتى وإن لم تشعر بذلك. هو الذي يعمل بصمت، يتعب من أجلك دون أن يطلب مقابلًا، يراك تكبر أمامه وهو يحمل هم مستقبلك على كتفيه. قد لا يعبر عن مشاعره كما تفعل الأم، لكن كل خطوة يخطوها، وكل قرار يتخذه، يكون بدافع الحب والخوف عليك.

الأب لا يحميك من السقوط، لكنه يعلمك كيف تنهض. لا يقدم لك الحياة، لكنه يعلمك كيف تحياها. هو من ينمي فيك المسؤولية، يعلمك قيمة الجوع، ويهيئك لمواجهة الواقع بقوة وثبات. حب الأب قد لا يُفهم في الصغر، لكنه يصبح أكثر وضوحًا كلما كبر الإنسان، وعندما يصبح أبًا بنفسه، يدرك حجم التضحيات التي قُدمت له.

تكامل الأدوار… حب لا ينضب

رغم اختلاف الأدوار، فإن الأم والأب يكملان بعضهما. الأول يمنحك الحنان، والثاني يمنحك القوة. الأول يحميك، والثاني يدفعك نحو النجاح. لا يمكن لأي منهما أن يحل محل الآخر، فكل واحد يؤدي دوره بحب خالص، دون انتظار مقابل سوى أن يراك سعيدًا وناجحًا.

ختامًا… لا تنتظر الغياب لتدرك القيمة

كثيرون لا يدركون قيمة الأم والأب إلا بعد فوات الأوان. ربما تأخذك مشاغل الحياة، ربما تظن أن وجودهما أمر بديهي، لكن تذكر أن الزمن لا يعود إلى الوراء. لا تبخل عليهما بالكلمة الطيبة، بالدعاء، بالبرّ، فهما كنز لا يتكرر.

أمي لا تقدَّر بثمن… وأبي لن يكرره الزمن.
اللهم ارحمهما كما ربياني صغيرًا وكبيرًا.