الرئيسية مقالات الحب الحقيقي.. وطنٌ للروح وملجأٌ للقلب

الحب الحقيقي.. وطنٌ للروح وملجأٌ للقلب

36
0

 

الكاتب/ الإعلامي: خضران الزهراني

الحب الحقيقي ليس مجرد كلمات تُقال أو مشاعر عابرة تُستثار بلحظة، بل هو ذلك الشعور العميق الذي يتجاوز المظاهر واللحظات العابرة، ليصبح وطنًا يحتضن الروح وملجأً للقلب في كل الأوقات. هو علاقة تُبنى على أساس الصدق والتفاهم، حيث لا يكون الحب مجرد عاطفة مؤقتة، بل التزامًا دائمًا يزهر رغم تقلبات الأيام.

الحب الحقيقي لا يعني غياب العيوب أو الخلافات، بل يعني أن يظل شخصٌ واحد على الأقل متمسكًا بك رغم كل شيء، يرى فيك الجمال حتى حينما تشعر أنت بالقبح، ويؤمن بك حتى حينما يتسلل إليك الشك. هو أن تجد في وجوده الأمان، وفي كلماته السند، وفي صمته الفهم. إنه ليس مجرد شغف يبدأ قويًا ثم يخبو، بل هو نار دافئة لا تحرق، وإنما تمنح الحياة حرارةً ومعنى.

إنه القدرة على أن تكون نفسك بكل عفويتك وضعفك وقوتك، دون أن تخشى الرفض أو الخذلان. هو أن تجد شخصًا يسير معك ليس فقط في أوقات الفرح والنجاح، بل حين تشتد المحن، ويغلبك التعب، وتظلم الطرقات من حولك. إنه الأيدي التي تمتد لتمسح دموعك، والعيون التي تراك بنقاء، حتى عندما يراك الجميع بمنظار مختلف.

الحب الحقيقي لا يبحث عن الكمال، بل يصنع الجمال من النقص، ويجد في العيوب شيئًا يستحق الاحتواء. هو أن تبقى رغم العواصف، أن تتمسك رغم الاختلاف، أن تختار أن تحب كل يوم كما لو كان اليوم الأول، ليس لأن الحب لا يواجه الصعاب، بل لأنه أقوى منها جميعًا.

وفي النهاية، الحب الحقيقي ليس مجرد ورقة بيضاء تخشى أن تتلوث بصعوبات الحياة، بل هو كتاب تُخطّه الأيام، صفحةً بعد أخرى، وكلما زادت فيه الحكايات، زاد جماله وعمقه، ليبقى شاهدًا على أجمل ما يمكن أن تمنحه الحياة: قلبٌ يخلص، ويدٌ لا تترك، وروحٌ تحتضنك كما أنت.