الرئيسية سياحة من مزرعة “الملاليح” في شدا الأعلى.. عبق البن البلدي يحاكي تراث الوطن...

من مزرعة “الملاليح” في شدا الأعلى.. عبق البن البلدي يحاكي تراث الوطن وجمال السياحة في مملكتنا الغالية

24
0

 

الإعلامي / صالح محمد الزهراني – مكة المكرمة

في رحلة توثق جمال الطبيعة وثراء التراث الزراعي في بلادنا المباركة، تشرّفنا بزيارة إلى مزرعة الملاليح، الواقعة في أعالي جبال شدا الأعلى، وتحديدًا إلى مزرعة الأخ الفاضل عبدالله علي الشدوي، وهي إحدى المزارع الرائدة في زراعة البن البلدي، الذي يُعد من الكنوز الزراعية التي تفخر بها المملكة العربية السعودية.

رافقنا في هذه الزيارة الإعلامية الأخ صالح محمد الزهراني، الذي نقل لنا مشاهد مبهرة من الطبيعة الساحرة التي تتميز بها منطقة شدا، حيث تتعانق الجبال والغيوم، ويُعطر الجو عبق البن المزروع بعناية ومحبة. مزرعة “الملاليح” ليست مجرد مساحة زراعية، بل قصة نجاح تُجسّد ارتباط الإنسان بأرضه، وحرصه على حفظ إرث الآباء والأجداد من خلال مواصلة زراعة هذا المنتج الوطني الفاخر.

ما شاهدناه في هذه الزيارة يثبت أن السياحة الزراعية في المملكة تمثل بعدًا جديدًا من أبعاد الترفيه والمعرفة، وتفتح للزائرين آفاقًا لاكتشاف تنوع بيئات المملكة وجمالها الطبيعي، من الصحارى إلى الجبال، ومن الواحات إلى مزارع البن النقية.

 

كما أن دعم الحكومة الرشيدة لمزارعي البن والمشروعات الريفية ساهم بشكل كبير في تعزيز هذا القطاع، وتحويله إلى وجهة سياحية واقتصادية ذات أثر ملموس. ونحن اليوم نُشيد بهذه الجهود المباركة التي تتماشى مع رؤية المملكة 2030، والتي تهدف إلى تنويع مصادر الدخل، وتعزيز الهوية الوطنية من خلال دعم المشاريع الصغيرة والتراثية.

وفي ظل هذا الجمال الأخّاذ، وبينما نسير بين أشجار البن ونستنشق عبيره، يخطر في البال هذا البيت الذي يلامس روح المكان:

يا دار لا زان الهوى فيك ماله ثمن

جبالك الشمخ ورياضك سناها فتن

ونختمها بهذه الأبيات التي تجسّد حب الأرض وعطر البن البلدي:

من شدا جينا نحيّي طيب الأوطان

وننثر العطر من عودٍ وبنٍ وهيل

دار الكرم والجود من قديم الأزمان

فيها الوفا والطيب والوجه الأصيل

تحية لكل من يعمل ويزرع ويُبدع في أرضه، ويساهم في إبراز كنوز وطننا العظيم.

شدا الأعلى ومزرعة الملاليح ليستا مجرد مكان، بل قصة حب بين الإنسان والأرض، وبين التراث والمستقبل.