بقلم: أحمد علي بكري
في إطار رؤية المملكة العربية السعودية 2030 التي تضع تنمية رأس المال البشري في صدارة أولوياتها، يبرز الدكتور سامي مخضري مشطا العقيلي كنموذج مشرف لخريجي برامج الابتعاث، حيث استفاد من الفرص التعليمية العالمية ليعود بخبرة نوعية تُسهم في تحسين جودة الحياة داخل المملكة.
رحلة علمية مدفوعة برؤية وطنية
انطلق الدكتور سامي مشطا العقيلي، خبير الصحة العامة في هيئة الصحة العامة السعودية، إلى أستراليا عام 2015 ضمن برنامج الابتعاث، ليبدأ رحلته الأكاديمية في جامعة سيدني، أحد أبرز الصروح العالمية في مجال الصحة العامة. اختياره لهذه الجامعة جاء انعكاسًا لحرصه على الالتحاق ببرنامج أكاديمي مرموق يسهم في صقل مهاراته ويؤهله لإحداث أثر ملموس في القطاع الصحي الوطني.
يصف الدكتور سامي تجربته في جامعة سيدني بأنها “نقطة تحول في مساره المهني”، حيث اكتسب فهمًا عميقًا للتحديات الصحية العالمية، إلى جانب مهارات عملية في الوقاية ومكافحة الأمراض، وهو ما تم توظيفه لاحقًا في التصدي لتحديات جائحة كوفيد-19 ضمن دراسته للدكتوراه في الطب والصحة.
بحث يخدم الطفولة والصحة المجتمعية
وفي مرحلة الدكتوراه، ركّز الدكتور سامي على دراسة علم الأوبئة المتعلق بمرض الشلل الدماغي في الدول الناطقة بالعربية، واضعًا نصب عينيه هدفًا استراتيجيًا يتمثل في إنشاء سجل وطني للشلل الدماغي في المملكة. يسعى هذا المشروع لرصد الحالات، وتحليل الاتجاهات، وتحديد فرص التدخل المبكر لتحسين جودة الرعاية الصحية.
ويقول سامي: “إن المشروع مستلهم من التجربة الأسترالية الناجحة، حيث ساهم السجل الأسترالي في تقليص معدلات الإصابة بالشلل الدماغي. نأمل أن يُسهم السجل الوطني في المملكة بنفس الأثر، بما يتماشى مع مستهدفات رؤية 2030 في تطوير المنظومة الصحية وتعزيز جودة الحياة.”
العودة لخدمة الوطن بعلم وخبرة
بعد إتمامه لرحلته العلمية، عاد الدكتور سامي إلى المملكة ليواصل عمله في هيئة الصحة العامة، مستثمرًا ما اكتسبه من معرفة وبحث في تطوير السياسات والمبادرات الصحية. ويؤكد أنه يعمل حاليًا على تفعيل شراكات بحثية وتمويلية لتطوير مشروع السجل الوطني، إيمانًا منه بأن الوقاية والبحث العلمي هما مفتاحا التغيير المستدام.
يرى الدكتور سامي في الابتعاث أداة استراتيجية لإعداد قادة المستقبل، حيث يقول: “رؤية 2030 منحتنا فرصة لا تقدر بثمن لننفتح على أفضل الخبرات العالمية، ثم نعود لنُسهم بها في تطوير وطننا. هدفي الآن أن أجعل من البحث العلمي جسرًا لتحسين حياة الأطفال ذوي الإعاقة وأسرهم في السعودية.”