الإعلامي/خضران الزهراني / الباحة
في ظل اقتراب الشمس من ذروة نشاطها وهو حدث يتكرر كل 11 عامًا
تشهد الكرة الأرضية حالة من الترقب والجدل العالمي بعد توقعات وكالة الفضاء الأمريكية “ناسا” بحدوث عواصف شمسية قوية قد تؤدي إلى تعطيل الإنترنت والاتصالات لفترة قد تمتد لأسابيع، ما أثار قلقًا بشأن تأثيرات هذه الظاهرة على الحياة اليومية في العديد من البلدان.
ورغم هذه المخاوف، يؤكد خبراء أن المنطقة العربية في منأى عن التأثيرات المباشرة للعواصف الشمسية، حيث يأتي هذا التوتر في ظل اقتراب الشمس من ذروة نشاطها الشمسي، وهو حدث يتكرر كل 11 عامًا.
وأوضح الدكتور ياسر عبدالفتاح رئيس معمل أبحاث الشمس بالمعهد القومي للبحوث الفلكية والجيوفيزيقية، في تصريحاته لـ”العربية.نت” أن ذروة النشاط الشمسي من المتوقع أن تصل في يوليو من عام 2025، حيث تطلق الشمس دفعات ضخمة من الطاقة باتجاه الأرض.
وأشار الدكتور “عبدالفتاح” إلى أن الشمس قد شهدت انفجارات شمسية متكررة منذ نهاية أبريل وحتى منتصف مايو من هذا العام، إلا أن ما حدث في 3 أكتوبر الجاري كان انفجارًا شديدًا لألسنة اللهب الشمسية وصل إلى أقصى درجاته على مؤشر الدورة الشمسية.
وحذر “عبدالفتاح” من التأثيرات السلبية المتوقعة على الأقمار الصناعية، حيث يمكن أن تتعرض بعض الأقمار للإعطاب أو الفقد، ما قد يتسبب في خروجها عن الخدمة مؤقتًا أو دائما، وأضاف أن موجات الراديو المستخدمة في الطيران والملاحة البحرية قد تواجه انقطاعات تامة أو شبه تامة لساعات طويلة، مما قد يؤثر في الاتصالات، ويعرقل العديد من العمليات الحيوية.
كما نبّه إلى أن أنظمة تحديد المواقع (GPS) قد تتأثر بالعواصف الشمسية، ما قد يؤدي إلى انحرافات غير دقيقة في تحديد المواقع، سواء على مستوى الأفراد أو الأنظمة الاحترافية في الطيران والمواصلات.
إلى جانب التأثيرات على الأقمار الصناعية والاتصالات، يمكن للعواصف الشمسية أن تؤدي إلى إعطاب أو حرق أبراج الضغط العالي للكهرباء، وهو ما قد يؤدي إلى انقطاع التيار الكهربائي في مناطق معينة، كما قد تتسبب في تآكل أنابيب نقل الغاز والنفط تحت الأرض، ما يهدد باضطرابات كبيرة في البنية التحتية.
أما بالنسبة لتأثير هذه الظاهرة على شعوب المنطقة العربية، فقد طمأن الخبير الفلكي أن المواطنين في هذه المنطقة لن يشعروا بتأثيرات مباشرة للعواصف الشمسية، وذلك بفضل موقع المنطقة المدارية الذي يحميها من التأثيرات الكارثية المحتملة، وأضاف أن المناطق القريبة من القطبين الشمالي والجنوبي هي الأكثر عرضة للخطر.
ورغم أن الإنترنت في المنطقة العربية قد لا يتأثر على نحو مباشر نتيجة للأسلاك الضوئية، فإن العواصف الشمسية تبقى مصدرًا للقلق بالنسبة للمناطق القطبية وشبكات الاتصالات في جميع أنحاء العالم، ما يتطلب يقظة من الحكومات والشركات المتخصصة لمواجهة أي طارئ قد يحدث في الأسابيع القادمة.