بقلم: أحمد علي بكري
في عالمٍ تتشابك فيه الأسرار الاستخباراتية بالأساطير الشعبية، وفي قلب أكثر الملفات إثارة للجدل في وكالة الاستخبارات المركزية الأمريكية (CIA)، برز اسمٌ غامض لم يتردد كثيرًا في وسائل الإعلام، لكنه ظل حاضرًا في أرشيف الوثائق السرية التي تم رفع السرية عنها: “زيغموند”.
فمن هو زيغموند؟ ولماذا أثار اسمه عاصفة من الشكوك حول وجود قواعد فضائية سرية على كوكب الأرض؟ وهل ما أُفرج عنه مجرد غطاء لتجارب سرية أم أنه اعترافٌ غير مباشر بوجود حضارات غير أرضية؟
من هو زيغموند؟:
في الوثائق التي أُفرج عنها جزئيًا عام 2017 ضمن مشروع “CREST”، تكرر اسم شخص يُدعى زيغموند (Zygmund أو Sigmund حسب الترجمة)، قيل إنه كان ضابطًا استخباراتيًا ضمن وحدة علمية سرية مشتركة بين البنتاغون ووكالة CIA في أوائل الثمانينات. لكن ما يُميّز زيغموند عن غيره لم يكن مجرد دوره الأمني، بل تقاريره الصادمة التي تحدث فيها عن اتصالات مباشرة مع كيانات غير بشرية، تم رصدها في مناطق نائية من الأرض.
الوثائق السرية: إشارات لقواعد فضائية؟
وفقًا لما ورد في تسريبات محللين وباحثين اطلعوا على الوثائق، تحدث زيغموند في ملاحظاته عن ثلاث مواقع يُشتبه أنها قواعد تحت الأرض أو تحت الماء لمخلوقات غير أرضية:
أنتاركتيكا – القارة المتجمدة التي لطالما أثارت الريبة بسبب حظر الطيران فوقها واختفاء بعثات علمية فيها. وردت في الوثائق إشارات إلى نشاطات “كهرومغناطيسية غريبة” تحت الجليد، ورصد إشارات غير معروفة المصدر.
جبال الأنديز (أمريكا الجنوبية) – حيث تشير تقارير قديمة إلى أضواء تتحرك بسرعات خيالية فوق القمم الشاهقة، نُسبت دائمًا إلى “ظواهر طبيعية”، لكن ملفات زيغموند لمّحت إلى وجود “بوابة نجمية” أو “موقع تردد طاقي غير معروف”.
قاع المحيط الهادئ قرب مثلث برمودا – طالما ارتبطت هذه المنطقة بالاختفاءات الغامضة، لكن زيغموند تحدث عن “مركبة ضخمة ثابتة في عمق البحر”، لا تشبه أي نموذج معروف للأرضيين، وتم تجاهل الأمر لأسباب أمنية.
هل كان زيغموند شاهداً أم ضحية؟:
بحسب بعض الشهادات التي ظهرت في السنوات الأخيرة من موظفين متقاعدين في سلاح الجو الأمريكي، فإن زيغموند اختفى في ظروف غامضة عام 1984 أثناء مهمة سرية، يُعتقد أنها كانت تتعلق برصد “تحركات غير بشرية” في المحيط الجنوبي. لا جثة، ولا أثر، فقط بلاغ داخلي بالغياب دون أي تفسير رسمي.
وقد ذهب بعض الباحثين في “نظرية المؤامرة” إلى القول إن زيغموند قد تمت تصفيته بعد تهديده بنشر تفاصيل عن تعاون سري بين بعض الحكومات وكائنات غير أرضية.
الفرضية الأخطر: اتفاقيات خفية مع الفضائيين؟:
تطرقت بعض الصفحات الملحقة في الملفات المرفوعة السرية إلى ما يُعرف باسم “اتفاقية غرادا” (Gradha Treaty)، والتي يُقال إن أحد بنودها يتيح لبعض الكائنات الغريبة استخدام مناطق معينة على الأرض مقابل “تكنولوجيا فائقة” قد تفسر القفزات العلمية الغامضة في بعض المجالات العسكرية.
بين الحقيقة والخيال: ما الذي نعرفه؟:
رغم أن الوثائق لا تؤكد بشكل صريح وجود قواعد للكائنات الفضائية، إلا أن التلميحات، والصياغات الرمزية، والتعتيم الإعلامي المتعمد حول شخصية زيغموند، توحي بأن ما كُتب لم يكن مجرد وهم. وكما في كل ملفات الظواهر الغريبة، تبقى الحقيقة عالقة بين التعتيم الرسمي، وجنون النظرية، وفضول العقل البشري.
لكن السؤال الذي يظل قائمًا:
هل ما زال زيغموند حيًّا في مكانٍ ما… تحت مراقبة “من لا نعرفهم”؟