الرئيسية محلية صدف لا تعرف الأدب

صدف لا تعرف الأدب

187
0

 

عرفات العلي – جازان

الصدف… تلك الأشياء التي تظهر فجأة في طريقك، دون سلام ، دون موعد ، وربُما بلا استئذان … ثم تغيّر كل شيء.

عندما تهرب من روتينك المُعتاد وتجلس في زاوية مقهى لأنك مللت ضجيج العالم بالخارج فتقابل شخص ما يضحكك بطريقة تجعل قهوتك تبرد وأنت مستمتع جداً بطرافته… ثم تكتشف انه اصبح شريكك في مشروع العمر، أو في أسوأ الأحوال شريكك في محادثة بشكل خاص ولا تنتهي

ويالغرابة الصُدف عندما لا تختار توقيت مناسب أبدا…

تخيل إنك في أسوأ ايام حياتك ، تضطر للخروج بلبس نوم ، وبشكل يوحي انك في مشهد من فيلم رعب ، فجأة … تلتقي شخص تتمنيت ان تلتقي به من وقت طويل ، ولكن لماذا الان ؟ في شكلك هذا ، تتمنى الهروب او الجحود هذا لست انا .

والأدهى؟ تلاقي أحد يقول لك: “ما تغيّرت أبدًا!”

وهنا تحتار… هل هي مجاملة؟ ولا توبيخ مبطّن بأنك راكد مثل الزبادي المنسي في ثلاجة العُزّاب؟

لكن في نهاية اليوم، الصدف رغم قلة ذوقها أحيانًا، إلا إنها تملك قلبًا أبيض…

فهي التي تُدخل ناسًا في حياتك بدون ملف تعريف، وتخرج آخرين بدون خطاب وداع.

أحيانًا، كل شيء يبدأ بصدفة…

ضحكة، طريق، كتاب سقط من رفّ، مكالمة بالخطأ، أو حتى مطر نزل فجأة وخلّى اثنين يركضون تحت مظلة واحدة… ثم صار بينهم شيء يشبه الحكاية، أو يشبه العمر.

الصدف؟

هي الدراما المجانية التي توزعها الحياة علينا بالتساوي.

لا هي عادلة، ولا مفهومة، لكنها حقيقية أكثر من خططنا المحكمة.

في النهاية… لا تبحث عن الصدفة، ولا تخاف منها…

فهي تعرف طريقك جيدًا، وربما تنتظرك الآن عند الزاوية القادمة، تلبس نظارة شمسية، وتضحك بصوت منخفض… لأنها تعرف أن مشهدك معها، على وشك أن يبدأ…..