الرئيسية مقالات القمة في انتظارك

القمة في انتظارك

241
0

 

عزيزة القعيضب

كل الذين صعدوا للقمة لم يُحملوا على الأكتاف ليصلوها ولم ينزلوا إليها من السماء ، قد يكون الصعود شاقاً متعباً مرهقاً لكن نتيجته تطفئ حر التعب وتغلف الروح بالفرح .

الهدف الذي تضعه في عقلك ولم يترجم لفعل يظل مجرد فكرة مع الوقت إن لم يؤخذ بيدها لتكون واقعاً حتما ستموت وسيموت بعدها كل فكرة فهي في النهاية ( أمنية ) والأماني إن لم تقابل بالفعل لن يكون لها وجود .

كانت تقول عن نفسها أنها ستكون شيئاً مختلفاً ولن تكون نسخة مكررة وفي كل مرة تقابل بالتقليل والتثبيط والسعي لقولبتها لتكون كما هن الكثيرات ممن لا يسمح لهن الجهلة بأن تكون ( ذهباً ) ، تعرضت للعثرات وفي كل مرة تسقط تعيد ترتيب نفسها من جديد وتلملم شتاتها وتعيد الكرة بعد الكرة وما زادها الطرق إلا لمعاناً حتى من قللوا منها وضيقوا عليها أتوا إليها يطلبون ودها ومساعدتها وكثير من ( الفزعة ) .

وآخر وقف معه من حوله ، أمسكوا بيده وكلما تعثر أعادوه ليقف من جديد ، ساندوه بالمال والدعم المعنوي وكل ما يمكن تقديمه ولكن نفسه مستسلمة لأن تبقى في القاع وظل في مكانه منذ سنوات وحتى كتابة هذا المقال !

الذين يسعون لتحجيمك والتقليل منك ليس خوفاً عليك لذا لا تلتفت ، قف على ناصية حلمك وقاتل ، فكرتك هي أنت وما تقدمه اليوم وتسعى لتحقيقه هو أنت غداً ، أعد ترتيب أوراقك وركز على أهدافك وانطلق من حيث تقف ، لا تلتفت للوراء إلا إن كنت ستأخذ منه ما يفيدك في القادم من أيامك فالسهم هو الذي يعود للوراء لينطلق للأمام أكثر قوة ووصولاً للهدف وما عدا ذلك كن أنت لنفسك وستجد أنك بعد الخطوة الأولى قد قطعت شوطاً ستسرك ـ بإذن الله ـ مستقبلاً نتائجه .

لا تكن نسخة مكررة ولا تكن درساً للآخرين ولا تكن شقياً يتعظ بك الغير ، إن أردت صعوداً فدونك الجبل وإن أرد درباً يسيراً فتذكر أن الناجحين والمتميزين كتبوا تاريخهم بأيديهم ولم يكن للعصامي يد طولى تذكره بمعروفها ولا هو يتذكر جميلها فيكون كالقيد في عنقه .

وإذا تعلقت القلوب بربها طابت لها الدنيا برغم أساها

قل للأماني السائرات لربها الله يسمعها ولا ينساها

نعم .. اليوم وليس غداً .. البداية