الرئيسية مقالات •*ديوانية آل رفيق الثقافية منارة علم وأثر اجتماعي راسخ في المدينة المنورة•*

•*ديوانية آل رفيق الثقافية منارة علم وأثر اجتماعي راسخ في المدينة المنورة•*

80
0

 

✍🏻اللواء محمد فريح الحارثي
في ظل مُستهدفات رؤية 2030 لبناء مجتمع حيوي من خلال تعزيز الهوية الثقافية، وتشجيع المشاركة المجتمعية في الأنشطة الثقافية، وتوفير فرص ثقافية متنوعة للجميع، تتجلى في المدينة المنورة صروح شامخة تنهض بالعلم والمعرفة والثقافة والادب، وديوانية آل رفيق الثقافية تبرز كأحد أبرز هذه المنارات. فهي ليست مجرد مكان للقاء، بل هي امتداد لمسيرة علمية عريقة بدأها الأجداد لأسرة ال رفيق رحمهم الله، واستمرت لتشع نور المعرفة وتكرم أهلها، لتصبح بذلك ركيزة أساسية في الحراك الثقافي والاجتماعي للمدينة المنورة.
وتضطلع ديوانية آل رفيق بدور محوري في إثراء المشهد الثقافي والعلمي في المدينة المنورة، من خلال استقطاب الكفاءات العلمية وتنظيم الفعاليات المتنوعة، لتخلق بيئة محفزة على تبادل الأفكار والمعارف. لا يقتصر تأثيرها على النخب المثقفة، بل يمتد ليشمل أفراد المجتمع كافة عبر الأنشطة التي تثري الوعي وتسهم في رفع المستوى الثقافي العام. وتتجلى أهمية الديوانية في تكريمها للكفاءات العلمية المتميزة، ونشر مسيرتهم الملهمة، مما يشجع الأجيال الصاعدة على السعي نحو العلم والتميز.
إضافة إلى ذلك، تعتبر الديوانية منبراً وطنياً واجتماعياً يرسخ القيم الدينية ويعزز معاني الولاء والانتماء للوطن وقيادته الرشيدة. فحضور معاني الولاء للوطن ولولاة الأمر في فعاليات الديوانية يعكس عمق هذا الالتزام الوطني. كما تساهم الديوانية بفاعلية في تعزيز الروابط الاجتماعية من خلال مشاركة المجتمع أفراحه واتراحه ومناسباته، بالإضافة الى المشاركة في المناسبات الوطنية، مما يجعلها مركزاً حيوياً للتفاعل والتلاحم المجتمعي.
ويتبوأ سعادة الأستاذ محمود رفيق، مؤسس ورئيس مجلس إدارة الديوانية، مكانة مرموقة كقامة اجتماعية وثقافية واقتصادية في المدينة المنورة. وكانت رؤيته الثاقبة وإيمانه الراسخ بأهمية العلم والثقافة هما الدافع وراء هذا الصرح المبارك. ولا يقتصر دوره على التأسيس والإدارة، بل يمتد ليشمل الدعم المادي والمعنوي السخي الذي يقدمه للديوانية، مسخراً جهده ووقته لضمان استمرار رسالتها وتحقيق أهدافها.
ويسير على نهجه أبناؤه الكرام، الذين يمثلون امتداداً لعطائه وإخلاصه، مساندين جهوده ومشاركين في تفعيل دور الديوانية في المجتمع. ونلمس حرص الأستاذ محمود رفيق على تعزيز الروابط الاجتماعية الذب يتجلى في حضوره الفاعل لمناسبات المجتمع المختلفة وتواصله المستمر مع الجميع عبر مختلف الوسائل، في أي منطقة او مدينة من المملكة مما يعكس تواضعه الجم وعمق انتمائه لمجتمعه.
وتتميز ديوانية آل رفيق باستضافتها نخبة من المجتمع تشمل أصحاب السمو والمعالي، ورجال المال والأعمال، وقامات الفكر والأدب والثقافة. فتلك الاستضافات الثرية تحول الديوانية إلى منصة حيوية لتبادل الأفكار والتجارب والخبرات. ففي رحاب الديوانية، يقدم الضيوف الكرام عصارة فكرهم ورؤاهم حول مختلف القضايا العلمية والثقافية والأدبية والوطنية، مما يثري النقاش ويعزز قيم الولاء والانتماء للوطن وقيادته. وهذا التنوع في الضيوف يضفي على الديوانية بعداً شمولياً ويجعلها ملتقى للعقول النيرة.
وتبرز مميزات ديوانية آل رفيق في قدرتها على تجاوز الفوارق الاجتماعية، حيث يلتقي الجميع على أرضية من التواضع والاحترام المتبادل. فالمواطن والمقيم، الغني والفقير، يجلسون جنباً إلى جنب في أجواء تسودها الألفة والمحبة، مما يعكس صورة إنسانية راقية عن المجتمع السعودي وقيمه الأصيلة.
كما يتجلى كرم الأستاذ محمود رفيق وأبنائه في استقبال الضيوف بوجوه باسمة وكلمات ترحيب صادقة، وامتداد هذا الكرم ليشمل التواصل المستمر مع الجميع حتى بعد مغادرتهم. فهذا الكرم الأصيل، بكل معانيه من تواضع وأخلاق وحسن وفادة، يمثل سمة بارزة للديوانية ويعكس قيم المجتمع السعودي المضياف.
أما عن مكانة الأستاذ محمود رفيق في الحركة الاجتماعية والاقتصادية في المدينة المنورة والوطن، فهي تتجاوز حدود رئاسته للديوانية. فهو رجل مال وأعمال له بصمات واضحة في التنمية الاقتصادية للمنطقة، وإسهاماته الاجتماعية تعكس شعوره بالمسؤولية تجاه مجتمعه وحرصه على دعم كل ما يخدم تقدمه وازدهاره. إن ديوانيته ليست مجرد صرح ثقافي، بل هي تجسيد لروحه القيادية وحبه لوطنه ومجتمعه، مما يجعله شخصية مؤثرة وملهمة في محيطه وخارجه.
في الختام، يمكن القول بأن ديوانية آل رفيق الثقافية تمثل نموذجاً فريداً للمؤسسات الاجتماعية والثقافية التي تسهم بفاعلية في بناء مجتمع واعٍ ومترابط، وتعكس في الوقت نفسه قيم الكرم والتواضع والانتماء الوطني الأصيل. ويبقى الأستاذ محمود رفيق، بجهوده المباركة ورؤيته النيرة، رمزاً للعطاء والإخلاص في خدمة العلم والمجتمع.