: بقلم الإعلامي/ خضران الزهراني
في كل زاوية من زوايا هذا الوطن المبارك، تتجلى عظمة الحاضر وروعة التاريخ، وفي كل موسم من مواسم الخير، تزداد مشاعر الفخر والاعتزاز بهذا الكيان العظيم، المملكة العربية السعودية. بلد الحرمين الشريفين، وقبلة المسلمين، ومهوى أفئدتهم من كل فج عميق.
في هذه الأيام المباركة، حين تتعالى أصوات الحجيج والمُعتمرين بالتكبير والتهليل في أطهر بقاع الأرض، وتخفق الأرواح بخشوع بين جنبات الحرمين الشريفين، تتجلى الصورة الأعظم لهذا الوطن الذي جعله الله حارساً لأقدس مقدسات المسلمين، وأمينا على رسالتهم الروحية.
إن ما نراه من تنظيمٍ مُبهر، وخدماتٍ جبّارة، ورعايةٍ دائمة لكل قادم إلى هذه الأرض الطاهرة، ليس إلا امتداداً لنهج قادةٍ عاهدوا الله أن يكونوا في خدمة الإسلام والمسلمين، بدءاً من مؤسس هذا الكيان العظيم الملك عبدالعزيز بن عبدالرحمن آل سعود -رحمه الله-، مروراً بأبنائه الملوك، ووصولاً إلى عهد خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز وولي عهده الأمين الأمير محمد بن سلمان -حفظهما الله-.
موسم العمرة والحج ليس مجرد موسمٍ للعبادة، بل هو موسمٌ تتجلى فيه معاني التلاحم الإيماني والتضامن الإنساني، حيث تصهر الروحانية الفوارق، ويقف الجميع أمام الله سواسية، في مشهد لا تراه في أي مكان آخر على وجه الأرض. والراية التي تظلّلهم هي راية التوحيد، راية هذا الوطن الكريم.
المملكة ليست فقط وطناً، بل هي رسالة. رسالة سلام وأمان، رسالة عدل وكرم، رسالة حضارة rooted في الأصالة، وتستشرف المستقبل بعين الحزم والطموح. إنها اليوم تسير بخطى ثابتة نحو مستقبلٍ واعد، عبر رؤية 2030 التي أطلقها ولي العهد، والتي تهدف إلى بناء اقتصاد مزدهر، ومجتمع حيوي، ووطن طموح، دون أن تُفرّط في ثوابتها أو تتنازل عن مسؤولياتها الإسلامية والعربية.
وهل هناك أعظم من أن تكون خادماً للحرمين الشريفين؟ هذه ليست مكانة فخر فقط، بل أمانة وتكليف، أدّتها المملكة بكل تفانٍ وإخلاص. فالمشاريع العملاقة التي نُفذت في مكة والمدينة والمشاعر المقدسة، تُعدّ نموذجاً يحتذى به في البذل والعطاء، وفي الجمع بين روحانية المكان وحداثة الزمان.
وفي هذا الوطن المبارك، كل فرد هو شريك في الإنجاز. المواطن السعودي اليوم هو نموذج للوعي والطموح، يعتز بدينه، ويحب وطنه، ويعمل لبنائه. والشباب السعودي، بما يحمله من طاقة وإبداع، أصبح رقماً فاعلاً في مسيرة التنمية والتحول، في مختلف المجالات من الطب والتعليم إلى التقنية والفضاء.
نعم، هذه هي مملكتنا. مملكة العز والشموخ، التي توحّدت تحت راية التوحيد، وقامت على منهج الوسطية والاعتدال، واحتضنت قضايا أمتها بكل صدق ووفاء.
ففي كل مرة نسمع فيها التكبيرات تصدح من مآذن الحرمين، وفي كل مرة نشاهد فيها أفواج الزوار والمعتمرين تملأ ساحات الطواف والسعي، نزداد يقيناً أن هذه الأرض المباركة ستظل -بإذن الله- منارة هدى، وموئلاً للإسلام، وراعية لمقدسات المسلمين، وشاهدة على تاريخ الأمة.
فدمت يا وطني شامخاً، ودام عزك يا مملكة الخير، يا أنقى الأوطان وأطهرها، ويا من نفتخر بك أمام العالم نموذجاً يحتذى، وفخراً نرفعه فوق هام السحب.