مقال بقلم: أحمد علي بكري
في هذه الحياة، نُصدم كثيرًا حين نرى أقرب الناس إلينا يبدّلون أقنعتهم، ويبدّلون مواقفهم معنا لمجرد أنهم وجدوا من يظنونه “أفضل”، أو أكثر نفعًا، أو مكانة، أو حتى شهرة.
العبارة الإنجليزية “People always change their behavior when they find someone better than you” تصف هذه الحالة بكل وضوح:
“الناس دائمًا ما يغيرون سلوكهم عندما يجدون من هو أفضل منك.”
لكن، من قال أن “الأفضل” يُقاس بالمظهر أو المال أو الشهرة؟
أين الوفاء؟ أين الثبات على المودة؟
كم من علاقاتٍ خذلتنا فقط لأننا لم نعد الرقم الأول في حسابات المصالح؟
كم من أشخاص نسوا الأيام والوقوف في الشدائد لمجرد أن ظهر في حياتهم وجه جديد بريقه لامع؟
هذه العبارة ليست فقط رصدًا لسلوك البشر، بل هي اختبار للنفوس.
هل نحن ممن يتغير ولاؤهم بتغير المصالح؟ أم ممن يبقون على العهد حتى لو تغيرت الظروف؟
علينا أن نعلم أن من يبدل سلوكه لمجرد “ظهور شخص آخر”، لم يكن يومًا مخلصًا. هو فقط ارتدى ثوب الود لحاجةٍ في نفسه، فلما رآى من هو أكثر نفعًا، رمى الثوب ومضى.
لا تحزن إن خذلك أحدهم.. بل اشكر الله أنه كشف لك حقيقة شخصٍ كنت تظنه وفياً.
ولْتعِش كما أنت، بقيمك، بصدقك، بوجهك الحقيقي.
فالذهب لا يخشى الزيف، لأنه يظل ذهبًا.. حتى لو تركه الناس مؤقتًا من أجل طلاءٍ رخيص.