الرئيسية الرياضة “الإتحاد.. نادي العظمة الذي كبّر في المدرجات قبل أن يُتوَّج في المنصات”

“الإتحاد.. نادي العظمة الذي كبّر في المدرجات قبل أن يُتوَّج في المنصات”

109
0

 

بقلم: أحمد علي بكري

في موسم استثنائي لا يُنسى، كتب نادي الاتحاد فصلاً جديداً من المجد، حاصداً الذهب مرتين، أولاهما عندما رفع كأس الدوري، وثانيتهما حين تُوّج بالأمس بكأس الملك، أغلى الكؤوس وأبهاها، ليُعلن أنه لا يكتفي بالذهب بل يصنعه، ولا يرضى بالمنافسة بل يهيمن.

مشهد المدرجات الاتحادية في ليلة التتويج لم يكن عاديًا، بل كان ملحمة وطنية وإيمانية في آن واحد. لم تكن الهتافات مجرد صيحات حماس، بل كانت تكبيرات عيد، وأصداء حج، يتردد صداها في قلوب الملايين قبل أن تملأ أرجاء الملعب. كانت مدرجات الاتحاد تسبّح، وتهلل، وتكبر، وكأنها على صعيد عرفات، أو عند رؤية هلال شوال. مشهد تقشعر له الأبدان وتدمع له العيون، حين يتحول حب النادي إلى طقس من طقوس الفرح الجمعي، وإلى احتفال يلامس الروح قبل الأذن.

إنه الاتحاد، النادي الذي لا تُقاس عظمته بالكؤوس فحسب، بل بجمهوره الذي يُشبه الطوفان، يهتف فتُصغي الملاعب، ويغني فتتمايل المدرجات. جمهوره لا يُشجع، بل يُحيي. لا يهتف، بل يبدع. حتى من لا يميل للاتحاد، لا يسعه إلا أن يُطرب بأهازيجه، ويهتز طربًا بعبق حنجراته.

وإن كان الذهب يُقاس بالعيار، فإن الاتحاد من عيار لا يُضاهى. نادٍ يكتب تاريخه بكل فخر، ويعيد رسم خريطة البطولات، وفي كل مرة يُثبت أن العراقة لا تُشترى، وأن المجد لا يُؤخذ صدفة.

هنيئًا للاتحاد… هنيئًا لجمهوره… هنيئًا لكرة القدم بهذا العشق الطاهر الذي يُلهم الملاعب ويسمو بها.

كل الطرق تؤدي إلى الذهب، حين يكون الاتحاد هو من يرسم المسار.