الرئيسية مقالات على هامش تدشين كتاب (ثم أنا )

على هامش تدشين كتاب (ثم أنا )

440
0

جازان _ محمد القيسي 

على هامش تدشين كتاب (ثم أنا )للكاتبة منيرة حامضي كانت هي زيارتي الأولى (لبيت الثقافة ) بجازان والتي كانت تختلف كل الإختلاف عن زيارات نادي جازان الادبي وذكرياتها المعقدة ، فهنا وجوه شابة و تيارات متعددة تتفق حتى أثناء الخلاف. فكل الوجوه الفعالة وجوه شابة إنطلاقا من فريق الإستقبال والضيافة ومرورا بأعضاء المساحات و إنتهاء بالإعلام و الصحافة ، فالغعالية تبدو في الواقع كأنها خلاصة مونتاج إحترافيفكل شيء على ما يرام و الوجوه الشابة تحمل ثقافة منطقتها إلى النماء.

إن بيت الثقافة ليس مجرد مبنى أو مؤسسة، بل هو كيان نابض بالحياة، يترجم تطلعات الشباب إلى واقع ملموس، ويمنحهم صوتًا، ومساحة، وأملًا. هو نقطة التقاء بين الماضي والحاضر، بين الطموح والإمكان، وبين الحلم والتنفيذ، وهو بذلك أحد أعمدة النهضة الثقافية والتنموية في أي مجتمع يسعى إلى النهوض بطاقاته الشابة وبناء مستقبل أكثر إشراقًا.

أسماء القائمين على بيت الثقافة بجازان لا تبدو كتلك القائمة المحنطة في نادي جازان الأدبي فالمثقفون الشباب هم الذين يحملون مشاعل النور، ويغرسون بذور الوعي في تربة الكلمة والفكر، ويقتبسون من صفوة مثقفي منطقة جازان وأهلها، ممن وهبوا أقلامهم وأرواحهم لخدمة الثقافة، وصون الهوية، وتعزيز القيم الإنسانية النبيلة.

لقد كانت جازان — ولا تزال — منارةً مضيئة في خارطة الوطن الثقافية، ينبض فيها الإبداع من جبالها إلى سواحلها، وتتنفس القصيدة من عروق ترابها، وتنبثق الفكرة النيرة من وجدان رجالها ونسائها ممن حملوا لواء الثقافة في مختلف ميادينها: أدبًا، شعرًا، سردًا، فكرًا، تراثًا، فنًا، وتعليمًا.

نثمّن عاليًا تلك الجهود التي بذلت والتي ما زالت تبذل — والتي ستظل تحت بذل — في بناء جسور المعرفة، وإقامة الفعاليات، وإحياء المناسبات الثقافية، وتوثيق التراث المحلي، وإبراز الثراء الإنساني والحضاري الذي تزخر به جازان. فقد كانت مبادرات بيت الثقافة، وفعالياته المتنوعة سببًا في إشعاع الصورة الحضارية لهذه الفئة الغالية، وتقديمها في أبهى حللها، وطنيةً، ووعيًا، وجمالًا.

أيها المثقفون والمثقفات، إن ما تقدمونه من عطاء لا يُقاس بالكلمات، لكنه يُخلَّد في الذاكرة، ويُثمر في الوعي، ويُسطَّر في صفحات التقدير والامتنان. أنتم الثروة الحقيقية، والركيزة الراسخة التي يُبنى عليها مستقبل مشرق لوطن يتباهى بأبنائه وبمنجزاتهم.

 تبقى جازان بكم ومنكم منبرًا للإبداع، ومهدًا للثقافة، وساريةً للفكر المتجدد.