جازان _ ياسر الحلوي
هناك قرارات تشبه فتح نافذة في غرفة امتلأت بالدخان… قرارات لا تُقاس بحجم الكلمات، بل بعمق الأثر الذي تتركه في روحك.
ومن أعظمها، أن تقول لنفسك بهدوء وثقة: “سأستغني عن كل ما يؤذيني.”هذا القرار ليس هروباً، بل عودة… عودة إليك.
عودة إلى قلبك الذي أنهكته الصدمات، وروحك التي أثقلتها الهموم، ونفسك التي تاهت وسط ضجيج العالم.
إنه وعد صامت بأن تمنح ذاتك حقها في النقاء، والفرح، والحياة التي تليق بها.
قوة في هيئة رحيل
الاستغناء عن ما يؤذيك قد يبدو للبعض خسارة، لكنه في الحقيقة أعظم المكاسب.
فأنت حين تبتعد عن العلاقات السامة، والأماكن الخانقة، والأفكار التي تخنقك ليلاً ونهاراً، فإنك تفتح باباً لشيء أنقى وأجمل أن يدخل حياتك.
سلامٌ يليق بك
ستندهش من حجم السلام الذي يتسلل إليك، حين تترك ما لا يستحقك.
ستكتشف أن قلبك صار أخف، وأن أحلامك باتت أقرب، وأن النوم الذي كان يهرب منك عاد يحتضنك. ستدرك أن الحياة لا تنتظر من يتمسك بالجراح، بل تمضي مع من يعرف كيف يتركها وراءه.
القرار الأصدق
الشجاعة ليست أن تبقى في معركة تستنزفك، بل أن تضع سلاحك وتمضي.
فامضِ، ولا تلتفت. فما كتب الله لك من خير بعد هذا القرار، أوسع بكثير مما ظننته يوماً .






