طلب ملك من ملوك الهند من وزيره أن ينقش على خاتمه عبارة لو قرأها وهو حزين يفرح ولو قرأها وهو سعيد يحزن فكتب هذا الوزير (هذا الوقت سيمضي) .
نعم هذا الوقت سيمضي شاء الحزن أو لم يرض الفرح فكلاهما سيمضي وتبقى روحك وصلابة نفسك التي بتوفيق الله بنيتها فلا يؤلمك صعوبة بقدر الإمكان ولا تحزن على ذهاب فرح لأنك تدرك يقيناً أن لك رباً ( كريماً ) .
كم من البشر الذين سلموا نفسياتهم لشخص سيء إما كاذب أو خاذل أو متلون وحين تلقوا صفعة الغدر انكفأوا على أنفسهم واسودت الدنيا في أعينهن وضاقت عليهم الأرض بما رحبت !
الحياة ليست شخصاً فمن أراد البقاء وهو يعتبرك شيئاً جميلاً فافتح لك ذراعيك ووسع له في المجلس ومن كان يراك عكس ذلك فأمسك بيده إلى الباب لتتأكد من أنك أغلقت الباب بعده جيداً .
الحياة ليست درساً قاسياً تخشى بعده أن تمضي في الحياة فتتلقى درس آخر أو كسر تظن أنك لن تستطيع ـ بعد عون الله ـ جبره ، امض من حيث تعلمت وأكمل مسيرتك فالدرس الذي تتعلم منه سيكون بمثابة مرجع يختصر عليك جهداً ووقتاً ومالاً .
ولا الحياة هي هم ونكد فتستسلم لها وتتقوقع على نفسك وتقلب كفيك حسرة وندماً وعجزاً .
الحياة هي أنت .. روحك التي تحملها ، قلبك النابض ، نفسك التي تنتظر منك ما ومن يسعدها ، الحياة ستمضي وكل مرٍ سيمر ولكن إياك أن يمر وقد أخذ منك ابتسامتك ، روحك المنطلقة ، ايجابيتك ، جمال كنت تراه في نفسك ، انطلق فثمة ضفة أخرى ستجد فيها ما تفتقده فرسولنا ﷺ حين ضاقت عليه مكة خرج إلى المدينة مع أنها أحب البقاع إلى قلبه ؛ موطنه ومولده ولكنه خرج حيث حياة أخرى ، وأنت إن وجدت أن لك حياة ستجد فيها نفسك وإن كان في مكان آخر احزم حقائبك ولا تلتفت للوراء حتى لا تتراجع .. استشر ، استخر وبالله استعن ثم .. انطلق فهذا الوقت سيمضي .. سيمضي من عمرك






