الرئيسية مقالات الإدمان والمدمنون 

الإدمان والمدمنون 

679
0

 

الإدمان ليس صورةً عابرةً تُلتقطها الكاميرات ولا مشهدًا يُعرض على شاشات الإعلام، بل هو عالَمٌ داخليّ مظلم، تتعدد وجوهه وأقنعته، وتتشابك أنواعه بين خوفٍ مفرط، أو جرأةٍ متهورة، بين وسواسٍ قاتل، أو استهتارٍ يجر صاحبه نحو هاويةٍ لا قرار لهما ،،،

إن جوهر الحياة قائم على التوازن والميزان والحكمة الرشيدة؛

فحين يتواضع الإنسان للعلم والمعرفة، ويتمسك بواجباته الدينية والأخلاقية والثقافية،

ينمو ويزدهر، ويملأ فراغاته بما ينفعه وينفع البشرية، بدلًا من أن يتركها مرتعًا لشوائب الإدمان وثغراته.

ولنا أن نتساءل:

لماذا اعتدنا أن ندمن على الأوهام والإشاعات والأكاذيب، ونتلهف على إعلامٍ يملأ فراغنا بأي مادة، مهما كانت مشوّهة أو مُضللة

ولماذا لا ندمن على الخير والإبداع، وعلى تكريم الموهوبين والمبتكرين، ودعم المصلحين والمبادرين بالقول والفعل والكتابة؟

نعم… نحن أمام أنواع لا تُحصى من الإدمان:

إدمان المخدرات والكحول والجنس والدخان، وإدمان العنف والكره والنميمة والبهتان

وإدمان المظاهر والترف واللهو الفارغ، وإدمان الغضب من فرح الآخرين. وكل هذه الوجوه ليست إلا أبوابًا مشرعة نحو الفتن والفساد والظلم والجرائم المقنّعة.

غير أن العلاج ممكن، بل وواجب:

علينا أن نُحارب كل الإدمانات، لا أن نركز على نوع ونهمل آخر. فنحارب إدمان العناد والعقل المقفل وإدمان البخل وعبادة النفس والكثير وممكن هيا السبب لإدمان المخدرات وغيرها

فالإدمان مهما اختلفت أشكاله يظل خطرًا على الإنسان والمجتمع والبيئة.

✦ لنجعل من إدماننا الحقيقي إدمانًا على القيم الإسلامية، والمبادئ السوية، والتنافس في الجود والعطاء والرحمة.

✦ لنجعل من بشاشتنا وحسن ظنّنا بالآخرين دواءً وشفاءً من كل عِلل النفس والجسد والروح.

✦ لنجعل من التكامل مع أنفسنا، ومن محاربة كل أشكال الانحراف والضعف، نقطة انطلاق نحو نجاح أسرع، وأفق أرحب…

أيها الأحبة،

إن كل ما وصل إلينا من دينٍ عظيم، وبلادٍ شامخة، وتاريخٍ مشرق، لا يعيبه

إلا تقصير بعض البشر الذين أدمنوا سوء الظن والتشاؤم والعجز.

كيفما تكونوا… تكونوا.فأنتم نتاج أفكاركم وأفعالكم وأنتم وحدكم القادرون على أن تصنعوا من أنفسكم دواءً

أو داء

أوصي أن تكون مستشفيات الإدمان لا تعالج إدمان المخدرات وحدها، بل جميع أشكال الإدمان، لأنها في حقيقتها أخطر من السموم الظاهرة، وتفتك بالأرواح البشرية والمجتمعات في صمت.

كلنا للنبي

كلنا للوطن

نحن اليوم نعيش أيام عزٍّ وفخر، في ظل قيادتنا الرشيدة، وفي ظل إرث نبينا العظيم محمد ﷺ، الذي علمنا أن الحياة بناء، وأن العطاء نهج، وأن الإيجابية دواء لكل دآء ،،،

كلنا فلنفتح قلوبنا، ولننشر الأفراح والتهاني، ولنُدخل السعادة بيننا،

ولنجعل من هذا الشهر منطلقًا للبناء والنهضة، كما هو شهرٌ للمناسبات العظيمة في

وطنٍ عظيم.

فلنكن بحق:

شعب الله…

وشعب الوطن

شعبًا جامعًا، كريمًا، نقيّ السريرة،

عظيم العطاء، صانعًا للفخر والمجد

في هذا الكون

✦ محبكم: عبدالعزيز الحسن ✦