محمد باجعفر
تقول فتاة عندما سألت صديقتها عن سبب انفصالها عن خطيبها :
أخبرتني انهم كانا يتسوقان سويا ذات يوم وكان دائما ما يسبقها بخطوات تاركا اياها خلفه دون أن ينتبه لها وسط الزحام
كنت امشي وانظر إليه وفكرت لأول مرة منذ خطوبتي له هل هذا هو الرجل الذي سأعيش معه بقية حياتي؟
بعد عدة أيام لم أكن قادرة على مواصلة الحديث معه لأكثر
من دقيقة وكأن شيئا ما قد انتهى للأبد وهكذا تم فسخ الخطبة!
فكرت كثيرا كم يبدو من الغبي والمضحك في آن واحد
أن تفسخ الخطبه لأنه سبقها بخطوات أثناء التسوق
وكم كان صادما له عندما أخبرته بذلك
تذكرت أنا يومها فيلما قد شاهدته لفتاة ترفض كل شخص يتقدم لخطبتها، وحدث أن كانت في مقابلة أسرية مع رجل يريد أن يتزوجها وكان مصرا على طلب الزواج رغم رفضها القاطع وأثناء حديثهما عندما كان يضع النادل فناجين القهوة
فوق الطاولة انزلق احد الفناجين من يده نحو يد بطلة الفيلم
ودون تفكير مد العريس يده لتسقط القهوة الساخنة عليه
بدلا منها
لقد كان تصرف عفويا دون التفكير في حسابات بغريزة محب
وكأن ذلك سبب موافقتها على الزواج منه
لاحقا عندما سألها عن سبب موافقتها أخبرته الحكاية قائلة
” لقد كانت المرة الأولى التي يفضلني فيها أحدهم على نفسه”
انها التفاصيل التي لا يمكن أن يمنحها احد وزناً لكنها تغير شكل العلاقة اما تمنحها الحياة أو أن تدفنها
( لا يمكن لأحد أن يصدق ان امرأة تتركه فقط لأنه سبقها بخطوات وسط الزحام أو أنها قد توافق على الزواج منه
لأنه مد يده لتحترق بدلا منها،، لكن للحب أحكام
قد تضع الكون بين أيديهم ولكن يرفضونك لأنك نسيت
كم قطعة سكر تحب أن تضع في الفنجان!
وقد يحبونك فقط لأنك لا تنسى ابدا انهم يفضلون الحلوى
بطعم الفراولة لا الفانيليا!
تصنع الفارق وحدها تلك التفاصيل التي لا ينتبه إليها أحد
فالحب في التفاصيل الصغيرة والتضحيات
منقول