الرئيسية مقالات أنا والكتابة

أنا والكتابة

258
0

 

🖌️عائشة عداوي

لي عادات لا أفهمها…

كلما فقدت أحدًا، فتحت صفحة جديدة.

كلما شعرت بالغربة، كتبت رسالة لا عنوان لها.

الناس يسافرون بالقطارات والطائرات…

أما أنا، فأسافر بالحروف.

أكتب لأن هناك شيئًا انكسر في داخلي، شيئًا لا يُرمَّم بالكلام، ولا يُنسى بالصمت.

الفقد علّمني أن لا أحد يبقى،

والكتابة علّمتني كيف أُبقي شعوري حيًّا… دون أن يقتلني.

أنا غريبة في المكان، وفي الزمان، وحتى بين الوجوه القريبة.

لكن حين أمسك القلم، أشعر أني وصلت.

وصلت إلى ذلك الجزء من نفسي الذي لا يعرفه أحد، الجزء الذي لا يزال يفتّش في الذاكرة عن دفءٍ ضاع،

عن يدٍ انسحبت، عن صوتٍ انطفأ… ولم يعد.

الكتابة لا تسألني: من رحل؟ ولماذا؟

هي فقط تفتح لي الباب، وتجعلني أكتب كأنني أُحيي من مات، وأضمّ من لم يعد،

وأتحدث مع الغائبين كأنهم جالسون أمامي، ينصتون… بصمتٍ جميل، لا يشبه هذا العالم.

أنا والكتابة… لسنا على قيد الحياة فقط، نحن على قيد الخسارة،

على قيد الشوق،

على قيد غربة لا يفهمها أحد…

إلا الكلمات.