الرئيسية مقالات قاطع الرحم ملعون.. ومطرود من رحمة الله

قاطع الرحم ملعون.. ومطرود من رحمة الله

251
0

  ✍️ الكاتب  الإعلامي خضران الزهراني

إنها ليست خطيئة عابرة ولا زلة بسيطة، بل جريمة عظيمة تهز عرش الرحمن وتستوجب اللعنة والطرد من رحمة الله. إنها قطيعة الرحم التي حذّر منها القرآن وجعلها علامة الفساد في الأرض. قال تعالى:
﴿فَهَلْ عَسَيْتُمْ إِنْ تَوَلَّيْتُمْ أَنْ تُفْسِدُوا فِي الْأَرْضِ وَتُقَطِّعُوا أَرْحَامَكُمْ أُو۟لَٰٓئِكَ ٱلَّذِينَ لَعَنَهُمُ ٱللَّهُ فَأَصَمَّهُمْ وَأَعْمَىٰٓ أَبْصَٰرَهُمْ﴾

قاطع الرحم ملعون، مطرود، أعمى القلب والبصيرة، محروم من الخير، مبعد عن الجنة. قال رسول الله ﷺ:
“لا يدخل الجنة قاطع رحم”.
فهل بعد هذا الوعيد وعيد؟!

إن أعظم صور القطيعة أن يُعرض الأبناء والأحفاد عن الجد والجدة، أولئك الذين كانوا سببًا في الوجود بعد الله، الذين أفنوا أعمارهم وضحّوا ليستمر نسلهم. كيف يُعقل أن يُتركوا في وحدةٍ ووحشة، ودموعهم تنزل حسرة على عقوق الأحفاد؟ أي قلب يهنأ وأي نفس ترتاح وقد جفّت أرحامه وقسا على أصوله؟ ألا يعلم هذا العاق أن دعوة مظلوم من جد أو جدة قد تفتح له أبواب البلاء وتغلق في وجهه أبواب السماء؟

إنها ليست قضية اجتماعية عابرة، بل قضية إيمانية كبرى. فمن وصل رحمه وصله الله، ومن قطع رحمه قطعه الله عن رحمته وبركته ورزقه. ومن أراد طول العمر وسعة الرزق فليصل رحمه، كما قال النبي ﷺ:
“من أحب أن يُبسط له في رزقه ويُنسأ له في أثره فليصل رحمه”.

أما من أعرض واختار القطيعة، فليبشر باللعنة، والحرمان، وضيق الصدر، وقسوة القلب، حتى يلقى الله مقطوعًا كما قطع، ومطرودًا كما طرد، فيُقال له يوم القيامة: اذهب، فلا رحمة لك، فقد قطعت رحمك فُقطعت عن رحمتي.

اللهم اجعلنا من الواصلين لرحمهم، البارين بأجدادهم وجداتهم وأهلهم وأقاربهم، ولا تجعلنا من المطرودين الملعونين الذين حُرموا رحمتك وفضلك.