أبوعريش/
الشاعر/موسى غلفان
ولولا الهوى ما شاخ بالزهو مُكْبِرِي
فلا تعجبن الشيب في رأس منكري
بموهن عظم بات يشكو صوالما
وأكثر من هذا الفتى بالمُدَمََّرِ
عليل الهوى رث بوعثاء اشعث
ومغبرِّ أقدام وحال معفَّر
يهيم على وجه الجنون بلا هدى
كمجنون ليلى بالهلاك المُقَدر
فذاك أنا يا بنت ما العشق قاتلي
وهذا اشتعال الرأس بالشيب منذري
أسلم أمري قانعا فيه بالرضا
معاجلة أدنوه سعيا بمعذري
وإلا أيبقيني الذي جد مطلبا
أراه وفي مهلولكي منك مخبري
بأن لا نجاة اليوم ترجى لعاشق
تحف به الأخطار من كل مصدر
يكبكبني في نارك الشوق محرق
توقد من وجدان جوف مسجَّر
فليس أوان الشيب هذا وإنما
يشيب اكتمال البدر في ليل مسمري
يحوِّل مسودِّي الذي ابيضَّ إثره
َولمَّا أزل في ثالث العقد فانظري
إلي بعين القلب أبعاد ما رأت
براءة طفل ضاحك بالمبشر
فهل بعد هذا من بعاد وقسوة
وشقوة مغلولب عليها تصبري
لقربك أولى قي وصال على الصفا
وطابت بها الأجواء دون المعكر
متى ما عصيت النفس مثلي وطيعا
هوانا الذي من نسمة الصبح مسفر
يرق عليلا هزهز الشجو بالجوى
فعاد اخضرار الشعر في نظم عبقر
فكوني التي أهوى وأرجو صلاحها
على ما تمناها وفيها تصوري
أجود فدى عينيك بالروح مثلما
يجود فدى الأوطان بالروح عسكري