بلغ عدد الساعات التطوعية بجمعية كيان للأيتام “321،665″ساعة
وعدد الفرص التطوعية ” 1،231″ فرصة
بقلم الكاتبة / د. وسيلة محمود الحلبي
{فَمَن تَطَوَّعَ خَيْرًا فَهُوَ خَيْرٌ لَّهُ}
يعتبر العمل التطوعي ركيزة من الركائز الهامة لإنماء المجتمعات ورفعة الوطن وهو الداعم الأساس للتماسك الاجتماعي ونشر قيم التعاون والترابط بين الناس ومسانداً ومعاضداً للجهات الحكومية والجهات الغير ربحية في تلبية الاحتياجات الاجتماعية.
وتسعى دائما جمعية كيان للأيتام ذوي الظروف الخاصة بمشاركة أبنائها الأيتام في الأعمال والأنشطة التطوعية، وتغرس في نفوسهم حب التطوع وممارسته. حيث شاركوا في تعليب وتغليف وجبات الإفطار في شهر رمضان المبارك لسنوات عديدة، كما قاموا بتوزيع وجبات الإفطار للمارة عند إشارات المرور، وكذلك شاركوا بتوزيع الملابس الشتوية على العمال، ووزعوا لحوم الأضاحي على الأسر الفقيرة في عدد من الأحياء.
ولأن السياسات الجديدة لأنظمة التطوع وإحصاءاته الجديدة أظهرت أن هناك إقبالا شديدا في هذا المجال. وبما أن التطوع هو سمة المجتمعات المتحضرة لذا جاءت رؤية مملكتنا السديدة بقيادة سمو ولي العهد 2030 لتتضمن هدفا أساسيا للتطوع بالوصول إلى 1,000,000 متطوع. ولكون التطوع يمثل العصب الأساس الذي يدير عجلة الانجاز في كل جمعية خيرية غير ربحية، فقد دشنت جمعية كيان للأيتام ذوي الظروف الخاصة منذ سنوات منصة التطوع الخاصة بالجمعية، وذلك في بداية احتفالها بالمتطوعات المتميزات في الحفل الذي احتضنته مكتبة الملك عبد العزيز العامة بطريق خريص بمناسبة اليوم السعودي والعالمي للتطوع، وكان لإنشاء وحدة العمل التطوعي بجمعية كيان دور كبير في وضع المعايير التي تحكم العملية التطوعية، ويساعد على تقنين العملية التطوعية وقياسها وتوفير الوقت والجهد بالنسبة للجمعية أو المتطوع وقد أظهر التقرير الصادر من وحدة التطوع بجمعية كيان للأيتام ذوي الظروف الخاصة أن عدد المتطوعين بلغ ” 1،458″ متطوعا ومتطوعة، وبلغت عدد الساعات التطوعية “321،665″ساعة وبلغ عدد الفرص التطوعية ” 1،231″ فرصة تطوعية كما بلغ العائد الاقتصادي ” 1،698،948″ووصل مقياس الرضى إلى “99، 24%”
هذا وينمي العمل التطوعي الجانب الإنساني للفرد ثم المجتمع الذي يسهم في التعامل والتراحم بين الناس، ويزيد من قدرة الإنسان على التفاعل والتواصل مع الآخرين، وينمي الحس الاجتماعي ويمنحه الثقة بالنفس، واحترام الذات ويساعده على ترجمة مشاعر الولاء والانتماء إلى واقع ملموس، ويساعد على استثمار الوقت. وتكمن أهمية هذا العمل للإنسان في سن الشباب، كونه يعزز انتماءهم، وينمي مهاراتهم وقدراتهم الفكرية والفنية والعلمية والعملية، ويتيح لهم المجال للتعبير عن رأيهم في القضايا التي تهم المجتمع والمشاركة في اتخاذ القرار. وتختلف أعمال التطوع من إنسان لأخر فهناك المتطوع بماله والمتطوع بوقته، والمتطوع بفكره.
لحظة صدق……..
يبقى العمل التطوعي رمزاً ومفتاحاً لأمل الكثيرين من أفراد المجتمع من الجنسين على السواء، وهو منارة يشع منها الإيمان دون منَّة. فما أجمل أن يمنح الإنسان ما يعده ثمينا للآخرين دون مقابل، فإن وهب الإنسان جزءاً من وقته أو ماله أو جهده للآخرين، فهو في عداد المتطوعين الساعين لخير المجتمع والإنسانية.
وإن التطوع في المجال الخيري والاجتماعي هو بمثابة واجب ديني وإنساني ووطني يقدم من خلاله المتطوع ما يستطيع بقدر إمكانياته وقدراته ويحصل على السعادة والرضا وراحة النفس، بالإضافة إلى استثمار أوقات الفراغ بما هو مفيد، واكتساب الخبرات في المجالات المختلفة وتكوين قاعدة من المعارف والصداقات مع مختلف شرائح وطبقات المجتمع.
فمن الضروري جدا التوعية بثقافة العمل التطوعي، وزرع ثقافة الأعمال التطوعية الخيرية في نفوس الأبناء والبنات منذ نعومة أظفارهم لتعايشوا معها ويتعلموا حبها والسعي إليها، فمجتمع بلا تطوع مجتمع بلا حضارة.
*سفيرة الإعلام العربي
*عضو اتحاد الكتاب والمثقفين العرب
*مسؤولة الإعلام والنشر بجمعية كيان للأيتام ذوي الظروف الخاصة