ا/عبدالله اليوبي .
جازان_ صدى نيوز إس
ليست الخصومة بذاتها ما يقود إلى القطيعة، بل طريقة إدارتها. فالخصومة، في أصلها، اعتراف ضمني بوجود الآخر وأهميّته! نحن لا نخاصم الفراغ، بل من نراه جديرًا بأن نختلف معه. أمّا القطيعة، فهي انسحابٌ كامل من مساحة الاعتراف، وصمتٌ يتخفّى في هيئة سلام.
حين تتحوّل الخصومة إلى معركة كرامات، وتُختزل الأفكار في الأنا, وفي التعالي يصبح الخلاف عبئًا لا حوارًا، وعندها لا تعود القطيعة خيارًا أخلاقيَّا بل ردّة فعل نفسيّة. هنا لا ينقطع التواصل لأن الحقيقة غابت, بل لأن القدرة على احتمالها انهارت.
لكن الخصومة الواعية قد تكون شكلًا راقيًا من أشكال القرب؛ فهي اختبارٌ لعمق العلاقة لا لنهايتها. فالذين يملكون نضجًا كافيًا يختلفون دون أن يُلغوا، وينتقدون دون أن يُقصوا، ويفترقون في الرأي دون أن يهدموا الجسور.
القطيعة لا تولد من شدّة الخلاف، بل من غياب المعنى المشترك من غياب الاحترام. فإذا بقي الاحترام حاضرًا، ظلّت الخصومة جسرًا قابلاً للعبور. أمّا إذا غاب، تحوّل الجسر إلى جدار، وصار الصمت أبلغ من الكلام.
الخلاصة
الخصومة لا تُنهي العلاقات, الأنا غير المنضبطة تفعل ذلك .وما يُفسد الودّ ليس الاختلاف، بل الإصرار على أن يكون الاختلاف إلغاءً لا فهمًا.
عبدالله بن عبيد اليوبي






