فَلْيَحْقِدُوا عَلَيَّ…
فَأَنَا أَعْرِفُ طَرِيقِي،
وَأَعْرِفُ أَنَّ خَطَايَ لَمْ تَكُنْ نِهَايَتِي.
أَخْطَأْتُ… نَعَمْ،
وَلَكِنِّي تَعَلَّمْتُ،
وَنَهَضْتُ مِنْ سُقُوطِي كَمَنْ يَخْرُجُ مِنْ نَفْسِهِ أَقْوَى.
وَبَدَلًا مِنْ أَنْ يَرَوْا نُضُوجِي،
رَأَوْا فِيَّ ظِلًّا لَمْ أَعُدْ أَحْمِلُهُ،
وَحَاكَمُونِي بِالأَمْسِ وَتَجَاهَلُوا اليَوْمَ الَّذِي صَنَعْتُهُ بِوَجَعِي.
قُلُوبُهُمْ تَجْهَلُ،
تَجْهَلُ أَنَّ حُسْنَ النِّيَّةِ أَحَقُّ بِمَنْ يَتَغَيَّرُ،
وَأَنَّ الفُرْصَةَ تُعْطَى لِمَنْ يَنْهَضُ، لَا لِمَنْ يَبْقَى سَاقِطًا.
وَبَدَلًا مِنْ أَنْ يُشَجِّعُونِي،
زَادُوا حِمْلِي،
وَكَأَنَّهُمْ يَرَوْنَ فِي نُهُوضِي خَطَرًا عَلَيْهِمْ.
وَكُلَّمَا تَقَدَّمْتُ خُطْوَةً،
أَلْبَسُونِي رِدَاءَ الشَّرِّ،
وَأَنَا لَمْ أَعْرِفْ يَوْمًا إِلَّا رِدَاءَ الخَيْرِ.
فَلْيَحْقِدُوا…
فَإِنَّ الحِقْدَ لَا يَمْنَعُ نُورًا،
وَلَا يُطْفِئُ قَلْبًا تَعَلَّمَ أَنْ يَقِفَ وَحْدَهُ.
وَأَنَا…
سَأَمْضِي،
فَمَنْ يَعْرِفُ نَفْسَهُ لَا يَخْشَى أَنْ يُسِيءَ الآخَرُونَ فَهْمَهُ.
أ.نواف الأمير






