الرئيسية الصحة ضياء : “طقطقة الركبة” دون وجود الألم ظاهرة طبيعية ولا تشكل خطورة...

ضياء : “طقطقة الركبة” دون وجود الألم ظاهرة طبيعية ولا تشكل خطورة صحية 

13
0

 

ماهر عبدالوهاب – جدة

طقطقة الركبة بدون ألم عادة ما تكون طبيعية وتنتج عن فقاعات غاز في السائل الزلالي، أو حركة الأوتار، أو الأربطة، وهي غير مقلقة ولا تحتاج علاجًا، لكن إذا تكررت مع أي ألم، تورم، أو صعوبة حركة، قد تدل على تآكل الغضاريف أو مشاكل أخرى تتطلب استشارة طبية لتقوية العضلات والحفاظ على وزن صحي لتجنب المضاعفات.

وكشف طبيب الروماتيزم وهشاشة العظام الدكتور ضياء حسين ، أن طقطقة الركبة التي يسمعها بعض الأشخاص أثناء الحركة أو ثني المفصل دون أن تكون مصحوبة بألم، تعتبر في كثير من الحالات ظاهرة طبيعية ولا تشكل خطرا صحيا مباشرا، فالمفصل يعد من أكثر مفاصل الجسم تعرضًا للحركة والضغط اليومي ، مبينا أن طقطقة الركبة هي صوت أو إحساس فرقعة قد يصدر من المفصل أثناء الحركة، وينتج غالبًا عن حركة الأربطة أو الأوتار فوق بروزات عظمية، اوبسبب انطلاق فقاعات غازية صغيرة من السائل الزلالي الموجود داخل المفصل، وهو أمر شائع لدى فئات عمرية مختلفة.

وعن أسباب حدوث طقطقة الركبة بدون ألم قال :

هناك بعض الأسباب لحدوث الطقطقة غير المصحوبة بالألم منها احتكاك طبيعي بين مكونات المفصل أثناء الحركة، (ضعف عضلات الورك والتي تؤدي إلى زيادة الحمل على الركبة، مما يسبب أصواتًا خفيفة ) أو شد في العضلات المحيطة بالركبة ، قلة ممارسة التمارين الرياضية أو الجلوس لفترات طويلة ، اختلاف بسيط في ميكانيكية حركة المفصل ، مرونة زائدة في الأربطة لدى بعض الأشخاص ، وجميع هذه الأسباب لا تعتبر مرضية في الغالب ولا تستدعي التدخل الطبي ما لم تترافق مع أعراض أخرى.

وعن سؤال: هل تشكل طقطقة الركبة بدون ألم خطورة مع مرور الوقت؟ يواصل د.ضياء:

الطقطقة وحدها لا تؤدي بالضرورة إلى تلف المفصل أو خشونته مستقبلاً، ولكن ينصح بمراقبة الحالة خصوصًا إذا زادت الأصوات بشكل ملحوظ أو ترافق معها تورم أو تيبّس أو صعوبة في الحركة.

وحول الفرق بين الطقطقة بدون ألم والطقطقة المصحوبة بالألم قال :

هناك فرقا جوهريا بين الحالتين، حيث إن الطقطقة المصحوبة بالألم قد تشير إلى عدة احتمالات منها تآكل في الغضروف ، تمزق في الأربطة أو الغضروف الهلالي ، بداية التهابات أو خشونة المفصل ، وفي هذه الحالة، ينصح بضرورة مراجعة الطبيب المختص لتقييم الوضع وإجراء الفحوصات اللازمة.

وأشار إلى أن الطقطقة ليست دائما علامة على خشونة الركبة، إلا أنها قد تكون إحدى العلامات المصاحبة للخشونة إذا ترافقت مع ألم، وتيبس صباحي، وصعوبة في المشي أو صعود الدرج، والتشخيص لا يتم بالاعتماد على الصوت فقط، بل من خلال الفحص السريري والتصوير الطبي عند الحاجة.

ويأخذ د.ضياء جانب بعض الدراسات العالمية حول طقطقة الركبة بدون ألم قائلا:

هناك مراجعة علمية واسعة النطاق نشرت عام 2024 في مجلة British Journal of Sports Medicine، جمعت نتائج أكثر من مئة دراسة شملت ما يزيد على 36 ألف مشارك من دول متعددة، من بينها الولايات المتحدة، دول أوروبية، أستراليا، وعدد من الدول الآسيوية، أظهرت أن طقطقة الركبة بدون ألم موجودة لدى نحو ثلث الأشخاص الأصحاء الذين لا يعانون من أي مشكلات مفصلية ، وخلصت الدراسة إلى أن وجود الطقطقة وحده لا يعتبر دليلًا على مرض أو تآكل في المفصل، خاصة في غياب الألم أو التورم أو صعوبة الحركة ، كما أشارت دراسات أجريت في الولايات المتحدة اعتمادا على قواعد بيانات طبية طويلة الأمد، تابعت آلاف الأشخاص لعدة سنوات، إلى أن طقطقة الركبة قد تكون أكثر شيوعًا لدى من لديهم تغيّرات غضروفية مبكرة، إلا أن الطقطقة وحدها دون أعراض أخرى لا تكفي لتشخيص خشونة الركبة ، وأن التشخيص يعتمد على مجموعة عوامل، أبرزها الألم، والتيبس، وتراجع القدرة على الحركة، إضافة إلى الفحص السريري والصور الشعاعية عند الحاجة.

ويقدم د.ضياء بعض النصائح المهمة لمن يعانون من طقطقة الركبة بدون ألم وهي :

المحافظة على وزن صحي لتقليل الضغط على المفصل ( حيث تبين أن زيادة الوزن 1كغ عن الوزن المثالي يزيد من إحتمال الإصابة بالخشونة بنسبة 14-33% حسب مكان الخشونة) ، ممارسة تمارين تقوية عضلات الفخذ والساق بانتظام ، تجنب الجلوس الخاطئ أو الثني المفرط للركبة لفترات طويلة ، الإحماء الجيد قبل ممارسة الرياضة ، مراجعة الطبيب في حال ظهور ألم أو تورم أو محدودية في الحركة ، مع التأكيد هنا على أن الوعي الصحي ومتابعة المفصل بشكل مبكر يسهمان في الحفاظ على سلامة الركبة وتجنب المشكلات المستقبلية.