بقلم شوق الشمري
يُنظر إلى القهوة غالبًا على أنها سبب مباشر للقلق، رغم أن تأثيرها لا يكون واحدًا عند الجميع. فالأجساد تختلف، وتعتاد، ولها ذاكرة، وليس كل توتر داخلي يعني قلقًا.
القهوة منبّه يحرّك الجسد وقد يحفّز الأدرينالين. لكن الأدرينالين ليس قلقًا، بل طاقة ويقظة. الإشكال يبدأ حين يُساء تفسير هذا الإحساس، خصوصًا عند من لا يعتادون النشاط المفاجئ.
كثيرون يخلطون بين تسارع القلب والخوف، وبين النشاط والقلق، رغم أن القلق حالة نفسية مختلفة، فيها ثقل ذهني وخوف بلا سبب مباشر، بينما الأدرينالين إحساس جسدي عابر. والسبب في ذلك أن الفرق بين الشعورين دقيق، وأحيانًا غير مألوف. حين يكون الإنسان معتادًا على الخمول أو على وتيرة منخفضة من النشاط، فإن دفعة الأدرينالين قد تبدو مقلقة، لا لأنها كذلك فعلًا، بل لأنها غير معتادة.
أحيانًا ما يحدث هو سوء فهم للإحساس، لا اضطرابًا حقيقيًا. نسمّي النشاط قلقًا، لأننا لا نعرف كيف نتعامل مع أجسادنا حين تستيقظ فجأة.
لهذا ليس دقيقًا القول إن القهوة تُسبب القلق على الدوام. وربما السؤال الأصدق: هل القهوة تُقلقنا… أم نحن نُسيء قراءة ما نشعر به؟






