بقلم *سميرالشحيمي*
شاكر العقيد داخل مياه البحيره دون مقاومه كأنه سمكه اعتاد العيش تحت الماء ، فتاة تقف أمامه بغاية الجمال تتحدث معه لكن دون أن تفتح فمها : هل أتيت لأنقاذي؟
شاكر : هل أنتي سهير؟
الفتاة :وما أدراك؟
شاكر : تشبهي أختك سهى كثيراً
الفتاة : لابد لأننا توأم
شاكر : مالذي حدث لك؟
الفتاة : أسأل أختي هيه ستجاوبك فليست هيه من تدعي.
شاكر : كيف ذلك لم أفهم؟
الفتاة : عند إكتمال القمر… عند إكتمال القمر.
شاكر يتحدث معها واختفت الفتاة في ظلمات البحيره وفجأه يد تسحب شاكر من الماء وآخر ما رأته عيناه وجه الرجل السماك ثم فقد الوعي.
شاكر العقيد يفتح عينيه ببطئ يرا ماحوله أرض قاحله وشمس ساطعه تقف خلفه فتاة ذات الرداء الأبيض فيقول : مالذي حدث أين أنا؟
الفتاة : شبح البحيره.
شاكر : سهير لا أعلم أين هيه.
الفتاه : عند أكتمال القمر… عند أكتمال القمر.
شاكر : سهير أختفت وسهى فتاة خرساء.
الفتاة : ليسو كما يدعون… ليسو كما يدعون.
شاكر : لم أفهم من هم الذين يدعون.
الفتاة : الكوخ.. عند أكتمال القمر… الخاتم.
شاكر وهو ينظر إلى الخاتم الذي في اصبعه : ماذا به الخاتم؟
الفتاة وهيه ترجع للخلف : البحيرة… البحيرة.. البحيرة ؛ ثم اختفت بضباب ، أستيقظ شاكر وفتح عينيه جواهر بالقرب منه فقالت : أخيراً استعدت وعيك.
شاكر : رأسي سينفجر صداع فضيع أين أنا؟
جواهر : أنت بمنزلنا أحضرك السماك البارحه وكنت في حاله يرثى لها.
اعتدل شاكر وشرب كوب من الماء ثم قال : أين خالي والحاجه؟
جواهر : إنهم نائمين نتناوب في رعايتك.
شاكر : كيف ذلك كم مضى من الوقت وأنا فاقد الوعي؟
جواهر : يوم ونصف.
شاكر مندهش : يا ألهي كم الساعه الآن؟
جواهر :الساعه الآن 10 ونصف مساء ثم استمرت بالحديث : مالذي جعلك تذهب لكوخ السماك عند البحيره؟
شاكر : ابحث عن حل لشبح البحيرة وهناك تعرفت على السماك وأبنته سهى التي تعاني
جواهر : سهى وسهير لايستحقن الشئ الذي حدث لهن فسرحت بفكرها قليلاً ثم قالت : سأذهب لأحضر لك شيء لتأكله فذهبت للمطبخ وشاكر جلس يقلب رأسه يناظر الغرفه فوقع عينه على الملف الذي أعطاه إياه الدكتور إسماعيل فنهض من فراشه واتجه الى الطاوله وجلس على الكرسي وفتح الملف يقلب و يراجع الأوراق التي فيها ويكمل باقي الملف وهنا توقف عند صور المتوفين عند البحيره وآخرهم كان حمدي وجلس يراجع الصور وكل تقرير تم كتابته وهنا دخلت عليه جواهر ومعها الطعام فقالت : يجب أن ترتاح يا شاكر فأنت متعب.
شاكر : هل تعرفي أصحاب هذه الصور؟
رأت جواهر على الصور التي بالملف وقالت : إنهم الذين وجدوهم جثثا أمام البحيره فأمسكت أول صوره فقالت : هذا إسمه وائل والثاني أدهم والثالث صادق وآخرهم حمدي.
شاكر : وهل يجمعهم شي ما؟
جواهر : لا يجمعهم نسب ولا عائلة واحدة ؛ لكن تجمعهم صداقه قديمه جدآ.
شاكر يفكر : ماسبب التسلسل بوفاتهم الواحد تلو الآخر وفي نفس المكان وبظروف غامضه.
جواهر تنظر إلى الصور ثم اشاحت بوجهها قائله : على أني لا أحب قول ذلك ولكن أرتاح أهالي قرية زكوان من شر هؤلاء الأربعه.
شاكر : لماذا تقولي هذا الكلام مالذي فعلوه؟
جواهر : لا شيء تعال وتناول طعامك قبل أن يبرد.
شاكر : لا تغيري الموضوع يا بنت الخال ماذا هناك؟
جواهر تصمت ثم تتجه إلى النافذه وقالت : هؤلاء الأربعة كانو مثل الشر بالقريه لا يتهاونون في إزعاج السكان أو ضرب أحد الشباب أصحاب مشاكل ويتحرشون بالفتيات.
شاكر : وأين هو الشيخ عبد الرزاق عنهم الذي أعرفه أنه لا يسامح في نفس هذه الأمور هنا بقريته.
جواهر : أبي دائماً يعاقبهم ويتم سجنهم فترة ثم يطلق سراحهم بمطالب من أهلهم ، ولكن مع وقوع حادثة البحيره تغير وضع هؤلاء الأربعة واصبحو أقل شرا وأقل مشاكل.
شاكر : كيف ذلك وماهيه حادثة البحيره؟
جواهر : البحيره في كل عام عند تمام منتصف الليل يصبح مائها باللون الأحمر كلون الدم ويقول البعض بأنه يظهر شبح فتاة بالبحيره في هذا الوقت بالتحديد.
شاكر : منذ متى حادثة البحيره بدءت تظهر؟
جواهر : قرابة العامين.
شاكر يقلب صفحات الملف ويقرأ التواريخ فقال : لابد وأنني وجدت حل هذا اللغز.
فنظر إلى ساعته فوجدها الساعه 11 ونصف مساءً فقال : لم يبقى شي عن منتصف الليل يجب أن أصل للبحيره بسرعه.
جواهر : ما أدراك أن اليوم هو الذي يحدث فيه إحمرار البحيره؟
شاكر يلبس معطفه ويقول : لا تقلقي يا بنت الخال عليك بإيقاظ خالي من نومه فليتبعني إلى البحيره بأسرع وقت ممكن
جواهر : لا تذهب أرجوك الوضع جداً خطير.
شاكر وهو يخرج : لا تقلقي يجب إظهار الحقيقه.
فتوجه شاكر مسرعاً إلى البحيره ياترى مالذي سيحدث هذا ماسنعرفه بالحلقه القادمه من عالم أرواح شاكر العقيد شبح البحيرة.
يتبع…
