منصور قريشي :
المدينة المنورة :-
ام فضيلة الشيخ الدكتور عبد الباري الثبيتي المصلين لصلاة الجمعة بالمسجد النبوي الشريف
واكد فضيلته حقيقة مسار الحياة، وصور مراحل خلق الإنسان: التي تغرس في القلوب أدب العبودية، وتزرع في النفوس تواضع المخبتين، فلا يطغى الإنسان بعِلْمِه، ولا يغترّ بقُوّته.
وأوضح فضيلته بأن من أهدر شبابه فقد أهدر عمره كله، فهو لحظة عابرة في زمن الحياة، ومن استثمره في الخير والنفع خلَّدَ أثرًا طيِّبًا، وجنى ثمارًا يانعة في الدنيا والآخرة.
واشار بأن الطفولة هي الصفحة الأولى في كتاب الحياة،تبدأ ببراءة ناصعة
، وضعف يحفُّه لطف الله ورحمته، طِفْلٌ صغير لا يملك من أمره شيئًا، أودع الله في قلوب مَن حوله حبًّا وحنانا، وأحاطه بأيدٍ ترعاه وتخفف عنه ضعفه!
واشار بأن حقيقة مسار الحياة، وصور مراحل خلق الإنسان: تغرسُ في القلوب أدب العبودية، وتزرع في النفوس تواضع المخبتين، فلا يطغى الإنسان بعِلْمِه، ولا يغترّ بقُوّته.
حيث خرج الإنسان من بطن أمه لا علم له ولا قدرة، في عجز تامٍّ وجهل مطبق، ثُمّ فتح الله له أبواب العلم، ووهبه السمع والبصر والفؤاد لينهل بها من معين التعلُّم والمعرفة، وكل ما اكتسبه من علمٍ أو قوة هو هبة من الله، وعطاءٌ من كرمه.
فكل ذرة من قوة الإنسان، وكل حركة في جسده، هي نعمة تستوجب شكرًا دائمًا وخضوعًا كاملًا، فالعبد مهما علا شأنُه يظلُّ فقيرًا إلى ربه، محتاجًا إلى فضله في كل لحظة، حياته كلُّها هبة من الله، تستحق الحمد في كل حين.
واكد بان مرحلة الشباب هي ذروة القوة ونبض الحياة،وشعلة النجاح التي تضيء طريق المستقبل، وهي العمر الذي تزدهر فيه الطاقات، وتفتح فيه الأحلام، وترسم معالم الجد، وتكتب أعظم قصص الكفاح، وتبنى أقوى صروح الحضارة.
والقوة ليست في الجسد وحده، بل هي مزيجٌ من روحٍ قوية، وهمة عالية، وعزيمة لا تلين! كم من جسدٍ قويٍّ يحمل همّةً واهنة وعزيمة خاملة، فلا يصنع شيئًا، ولا يثمر عملًا، يضيع شبابه، ويصبح عالة على من حوله، عاجزًا عن بناء نفسه ومستقبله.