معالي الشيخ الدكتور عبدالرحمن السديس يؤم المصلين لصلاة الجمعة بالمسجد الحرام
منصور قريشي : مكة المكرمة :-
أم معالي الشيخ الدكتور عبدالرحمن السديس المصلين لصلاة الجمعة بالمسجد الحرام
وكانت خطبة الجمعة
بعنوان:
«الدر الرصين في التحصُّنِ والتحصين»
واكد معاليه على تحصين مدارك الشباب فكريًّا وعقديًّا من أهم أنواع التحصين والمسؤولية في ذلك
وتقع على عاتق العلماء والدعاة، والآباء ورجال الفكر والإعلام وحملة الأقلام.
واشار بأن ما يُصيبُ المسلم من كَرْبٍ واعْتلالٍ، أو نقصٍ في الأنفُسِ والأموال، هو من أقدار الباري سبحانه؛ بابتلاء الأفراد والمجتمعات، وهو لفريقٍ مِرقاةٌ في درجات الكمال، ولآخرَ كفّارة لسيئات الأعمال، ويُحْمَلُ أمرُ المسلم كلُّه على الخير.
وأوضح معاليه :التذكير بموضوع التحصُّنِ والتحصين من أهمّ ما يحتاجه الناس، ولا سيما في هذا الزمان الذي عَمَّت أمراضٌ جَمًّا من الأنفس، وفيها توغَّلَتْ، وأَمَّتْها العِلَلُ وتَغَلْغَلَتْ؛ من صرعٍ ومسٍّ وسِحْرٍ وعَيْنٍ، وحسدٍ مُفْضٍ إلى حَيْنٍ.
واكد بأن الوقاية والتحصين طريقٌ لتجنُّب الضرر أو الاعتلال والمرض، فعليكم -عبادَ الله- بتحصين أنفسكم وأولادكم وبيوتكم بالأوراد الشرعية، والأذكار الصباحية والمسائية، وأذكار الدخول والخروج، والطعام والشراب، والنوم والاستيقاظ، وغيرها من الأذكار الثابتة عن سيد الخلق ﷺ.
كما أن التحصُّن والتحصين لا يحتاج لعناء أو تعنُّت، أو الوقوع في براثن الأدعياء، بل هو أمانٌ من كل هؤلاء، يفعله المرء بنفسه ومع أهله وأولاده، وهو يستوجب حفظ الأفراد والمجتمعات، وغَيْرَةً لجناب العقيدة العتيدة، وحياض الشريعة البديعة.
معاشر المسلمين: وفي إغفالِ كثيرٍ من المسلمين تحصين الأنْفُس والأولاد والبيوت، مع ضَعْفِ الجوانب الإيمَانِيّة والعقديّة لَدَى من يُصِيبه الشيطانُ بِمَسٍ أو وَسْوَسَةٍ أو غير ذلك، أو يُصَاب بِعَيْنٍ أو حَسَدٍ، يَنْجَفِلُ بعضهم إلى أحْلاسِ الشّعْوَذة والطّلاسم والخُرَافات، والسِّحر والدَّجَل والمُخَالفات، وتَلَقَّفَهم مَنْ في سِلْكِهِم مِن أدْعِيَاءِ الرُّقية الشرعِيّة، أو مَن يَدَّعون فَكَّ الأعمال وإبطال السِّحر ونحو ذلك فَهَذَا رَاقٍ يُسَفْسِط بِكتابة غامضة ويُتَمْتِمْ، وآخر يُهَرْطِق بِمُبْهم الكلام ويُدَمْدِم، وآخر يَقْطع بأنَّ الدَّاء عَيْن، والعَائِنُ من ذوي القُرْبى، وآخر لا يَنْفكُّ عن ضرْبٍ مُبَرِّح، وجُلُّ هؤلاء الأدْعِيَاء، يُمَوِّهون بِإظْهَار سَمْتِ العُقلاء التُّقَاة، وإن هم إلاَّ مِنَ المُخَادِعين الدُّهَاة، المُحْتالِين لابْتِزَاز أموال النَّاس، واسْتِدْرَارِها على غير قِيَاس،وقد يُزَجُّ بوصفاتٍ تُرَوِّجُ للوهملخداع البُسَطَاء، خاصة مع رواجها في الفضائيات وشبكات المعلومات ومواقع التواصل، بل وبعض التطبيقات الرقمية.
وأضاف معاشر المؤمنين: ليس بخاف عليكم ما يتناوش الأمة من مِحَنٍ وخُطوبٍ ورزايا، وفِتَنٍ وكُروبٍ وبَلايا أزّتها نحو المآسي أزّا، لذا فإن من أهم أنواع التحصين في هذه الآونة العصيبة، تحصين مدارك الشباب فِكْرِيًا وعَقَدِيًّا ، والمسؤولية في ذلك تقع على عاتق العُلماء والدُّعاة، والآباء ورجال التربية والفكر والإعلام وحملة الأقلام؛ فعليهم جميعا أن يُسْهِمُوا في تحصين الشباب فِكْرِيًا وعَقَدِيًّا؛ والحث على الالتفاف حول عُلَماءِ الأمَّةِ الرَّاسِخِين، والتحذير من الفتاوى الشاذة والمُحَرِّضَة والمُضَلِّلَة، وتوعيتهم بالتحديات التي تواجههم، في زمن طَغَتْ فيه فتن الشهوات والشبهات والتي جَرَّتْ الفتن إلى الأسر والبيوت والمجتمعات، وأخذًا بحُجَزِهم عن الهُويِّ في سراديب الأفكار النشاز، وبث الوعي في بيان خطط الأعداء وقطع الطريق عليه في تحقيق مآربهم المشبوهة، حمى الله شبابنا ومجتمعاتنا من كل سوء ومكروه، وحفظ علينا أمننا وأماننا وعقيدتنا وقيادتنا،
إن ربي قريب مجيب