البحث عن السعادة: طريق مليء بالتجارب لا بالغايات

بقلم :

الإعلامي/ خضران الزهراني ،،،

السعادة هي أكثر المفاهيم غموضًا وجاذبية في حياة البشر. هي شعور نسعى إليه جميعًا، ومع ذلك، تبدو في بعض الأحيان وكأنها سراب، كلما اقتربنا منها، ابتعدت أكثر. البعض يبحث عن السعادة في المال، أو الحب، أو النجاح، لكن هل تكمن السعادة حقًا في الوصول إلى هذه الأهداف؟

السعادة ليست محطة، بل رحلة

أحد أكبر الأخطاء التي نقع فيها هو اعتبار السعادة هدفًا يجب تحقيقه. الحقيقة أن السعادة ليست نقطة نهاية، بل حالة شعورية ترافقنا خلال الرحلة. عندما نربط سعادتنا بإنجاز معين، مثل الحصول على وظيفة مثالية أو شراء منزل أحلامنا، فإننا نحصر أنفسنا في دائرة من التوقعات والخيبات.

السعادة في التفاصيل البسيطة

غالبًا ما نغفل عن السعادة التي تكمن في أبسط الأمور:

• فنجان قهوة دافئ في صباح هادئ.

• لحظة ضحك مع الأصدقاء أو العائلة.

• شعور بالامتنان لنعمة الصحة أو وجود أشخاص يحبوننا.

التفاصيل الصغيرة قادرة على أن تمنحنا شعورًا عميقًا بالرضا إذا ما أوليناها انتباهنا.

كيف تجد السعادة؟

1. تعرف على ذاتك:

السعادة تبدأ من الداخل. اسأل نفسك: ما الذي يجلب لي الرضا والسكينة؟ ليس كل ما يسعد الآخرين يسعدك، لذا ركز على ما يناسبك أنت.

2. مارس الامتنان:

بدلاً من التركيز على ما تفتقده، ركز على ما لديك. تدوين ثلاثة أشياء تشعر بالامتنان لها يوميًا يمكن أن يعيد صياغة طريقة تفكيرك.

3. عيش اللحظة:

التوقف عن القلق بشأن الماضي أو المستقبل يساعدك على تقدير اللحظة الحالية. جرب التأمل أو التمارين التي تساعدك على التركيز على “الآن”.

4. قدم الخير للآخرين:

السعادة الحقيقية غالبًا ما تأتي من العطاء. مساعدة الآخرين تمنحك شعورًا بالإنجاز والاتصال بالإنسانية.

السعادة اختيار وليست حظًا

في النهاية، السعادة لا تأتي من الخارج بقدر ما تأتي من داخلك. هي نتيجة رؤيتك للحياة وكيفية تعاملك مع تحدياتها. قد لا تكون الرحلة سهلة دائمًا، لكن مع القليل من الصبر والتأمل، ستكتشف أن السعادة كانت موجودة طوال الوقت، في داخلك أنت.

“لا تبحث عن السعادة بعيدًا، فهي تسكن داخلك، وتنتظر أن تمنحها الفرصة لتظهر.”