الرئيسية أدب حين يخطئ القلب، يدفع العقل الثمن

حين يخطئ القلب، يدفع العقل الثمن

74
0

 

الإعلامي/ خضران الزهراني/ قصة مقالية

في لحظة اندفاع، قد يتخذ القلب قرارًا يراه صوابًا، تحكمه المشاعر لا المنطق، ولكن ما يلبث أن ينكشف زيف العاطفة حتى يجد العقل نفسه غارقًا في حسابات الألم والندم، يدفع الثمن عامًا بعد عام.

في قرية هادئة بين الجبال، عاش شاب يُدعى سامر، اشتهر بطيبته وصدق مشاعره. ذات يوم، التقى بفتاة تدعى ليلى، كانت مختلفة عن كل من عرفهم، جذابة في حديثها، آسرة بابتسامتها. لم يكن لديه وقت للتفكير، استسلم سريعًا لدقات قلبه المتسارعة، وأحبها بجنون، رغم تحذيرات صديقه المقرب أيمن، الذي رأى في الأمر اندفاعًا غير محسوب.

لم يستمع سامر لصوت العقل، بل تبع قلبه، فقرر الزواج بها على عجل، متجاهلًا كل الإشارات التي كانت تنذره بأن مشاعره وحدها لا تكفي لبناء حياة مستقرة. وما إن مر العام الأول، حتى بدأ يكتشف الوجه الآخر لليلى، كانت أنانية، لا تبالي بتضحياته، تبحث فقط عن مصلحتها، وتعامله ببرود لا يشبه ذلك الشغف الذي بدأ بهما الرحلة.

حاول أن يقنع نفسه بأنها ستتغير، أن الحب سينتصر على الاختلافات، لكن عقله كان يدرك الحقيقة، كان يدفع ثمن تهوره يومًا بعد يوم، يحمل أعباء القرارات التي اتخذها قلبه في لحظة عاطفية خاطفة. وبعد سنوات من الصبر، لم يجد أمامه إلا الرحيل، لكنه خرج من التجربة مثقلًا بجراح الندم، يتساءل: ماذا لو استمع لصوت العقل منذ البداية؟

وهكذا، يظل الدرس حاضرًا في ذاكرة كل من يخطئ قلبه لحظة، ليجد أن عقله هو من يدفع الثمن لعمرٍ بأكمله.

ترك الرد

من فضلك ادخل تعليقك
من فضلك ادخل اسمك هنا