شعر /موسى غلفان
ولولا الهوى الغلاَّب ما كنت أغلبُ
ولا في هواها المر قلبي يُعذبُ
ولكنها الأنثى التي بات كفها
على جمر وجد من غضاها يُقَلِّبُ
ومنها نمير الشعر
فيها تقلني
قوافل إلهام من العِير تضربُ
إلى الرقة الأرقى وأنثى بضعفها
تخر قوى مليون مثلي وأعجبُ
لتلك التي اهديتها الود وردة
وفيها حياة العشق بالموت تُخْصِبُ
أهيب لمن أسلمتها الكل بالرضا
مبايعة روحي فداها سأوهب
فرفقا بحالي يوم طوعت مكرها
إليك جميعي بالمعاناة يرغبُ
أيا من يحلِّي ذكرها ريق منطقٍ
جراها لسان الشهد بالشعر يَعْذُبُ
تغنت بها ألحان قلبي صبابة
اهازيج أشجان من الوجد تطربُ
أسافرها الأعمى بأشواق ما انتهت
إليها كمجنون على الصعب يركبُ
عليك سلام الله يا فتنة رمت
بجارح لحظ نحو قلبي يُصَوِّبُ
فحل ربيعا في عيوني ونظرتي
نضارة ما ألقت من الهم تُذهبُ
لتلبسك الأشعار سحرا تغزلت
بكل فريد من بديع يُشذَّبُ
عليك كثوب من جميلٍ مزكرشٍ
كَساَكِ كشمسٍ لا أرى عنك تغربُ
تثنى على أعطاف جسمٍ مُنَعَّمٍ
كمهتز عودٍ مايسِ القدِ يلعبُ
وجذوة وجهٍ جئته النور والهدى
سنية نار عبر خديك تلهبُ
تضاحك مثل الصبح في مسفر بدى
على محشر والناس ترعى وترقبُ
شهود عيان أطرقتها واجمعت
بصدق وفي تصديقها الكل يُعّرِبُ
بأنك يا أنثى الهوى أجمل النسا
وأصدقُ عشق في الوجود وأكذبُ
فهل غير داعي الشعر ما العشق دافعي
وبات على أسوارها الحظ يندبُ
بأسود ثقب كالنساء التي قضت
بنحبِ رجالٍ من فناءٍ يُغَيِّبُ
شعر ابن غلفان
