بقلم الشاعره
سلمى النجار
الحس المرهف
المدينه المنوره
شعري صديقي وبوحي بالأسى خصمي
يا ناعسَ الطَّـــرفِ سَلَّــمْ لي على أمِّـي
يامنبــــعَ الحبِّ والتحنَـــــــانِ لي أدَبٌ
يُذِيبُ جَهلي ويحيي في الحَشَا حِلمِي
لا تســأليني عن الساقي ومــــا سَكَبَت
يَـــداهُ مِن حِكمـــةٍ أروَتْ ظَمــا فَهمِـي
فَتِلـكَ أُمِّي أُبَـــاهِي _إن سُئِلتُ_ بِهَـــا
وهكــــذا عَلَّمَتنِـــي دائمــــــــاً أُمـِّــــي
وَجَدتهــــا في كتـــابٍ الذكرياتِ فهــلْ
أتى بهــا عَبرَ موجـــــاتِ الأسى عِلمِي؟
عليـــكَ مِنِّي ســــــلامُ اللَّـــهِ تعزفُــــهُ
روحي وتُرسِلُـــهُ الآهـــــاتُ مِن رَقمِـي
لقـــد رَسَمتُــــكِ أُمَّـــــــاهُ فـي أُفُـقِــي
وسَجَّلَ البَوحُ عنـــواني على الرَّســــمِ
نَعَـــم : أنـا بيــــن إبـــــداعٍ فُتِنتُ بِـــهِ
وبيـــن ذِكـــرى وَدَاعٍ أنحَــلَت جِسـمِي
وأنتِ مَن حَـــرَّكَ الأوجــــاعَ في قَلَمِـي
من بعدمــا طَاشَ عن عُمرِ الصِّبَا سَهمِي
******
وَشَــا بِــيَ الشـــــوقُ لِلأُمِّ التـي رَحَلَتْ
إلى حَنِينِي وغَنَّـــاها النَّــــدَى بِسمِــــي
أنا أرى وَجــــهَ أحلامي التي احتَـرَقَتْ
وغـــابَ من أُفقِها البـــاكي هُنَــا نَجمِي
نَعَـــم أرى دَمعَها الزَّاهِي قـــد أمتَزَجَتْ
فيــهِ الطهـــــارةُ بالأحــزانِ والحُـــلــمِ
أوُّاهُ أوُّاهُ يا أُمَّـــــاهُ مِــــن زَمَــــــــــنٍ
تَحَـــالَفَتْ فيــــهِ ضِــــدِّي زُمـرةُ اليُتمِ
أُمِّــي التــي وَلَــدَتنِي فَجـــــأةً رَحَـلَتْ
ورِحـــمُ سُــعدِي أُصِيـبَ اليـومَ بالعُقـمِ
وهـــذهِ الآهُ في صــــدري تُحَــاكِمُنِــي
وتُصــدِرُ الحكــمَ إجحــافاً بلا جُــــرمِ
ذَنبِي الوحيــــدُ بأنِّي جِئتُ شـــاعـــرةً
أتلو القصيـــدةَ قبـلَ النَّفخِ في الرَّحِمِ
لِأيِّ قـــــاضٍ سَأشكــــو يُتــمَ شاعـــرةِ؟
وكيـف أُجـزِيــهِ عن قَهـري وعن ظُلمِي؟
نَعَــم أُعَلِّــلُ نفســي بالقصيـــــدِ هُنَــــا
لَكِنْ أُسَافِـــــرُ مِن وَهْــــمٍ إلــى وَهْــــمِ
وفي كتابـــــكِ آمـــــــــالٌ مُضَرَّجَـــــــةٌ
تَجَسَّـدَت في أحــــاديثي علــى رَغمِــي
حَاوَلت إخفـــاءَهــا في مُهجتي عَبَثـــــاً
حتـــى تَغَلَّبَ إعــــــلاني علـى الكَتـــــمِ
عليــــكَ أزكــى تحيــــــــاتي تُــرَتِّلُهــــا
حَمَائِــــــمُ الـــــدَّوحِ حُبَّــاً فيـــكِ أمِّــي
……………………………..