محمد الرياني
الغرفةُ هي الغرفة ، والأشياءُ هي الأشياء ، وأزيزُ النُّورِ من حولي لم يتغير ، أسندتُ ظهري بطريقةٍ سليمةٍ كما نصحني أحدهم ، ابتسامةٌ مشرقةٌ لم أرها ولكني شعرتُ بها ،تمنيتُ أنها شمسُ غدٍ القادمةُ في صباحٍ بارد ، أو إطلالةُ القمرِ الذي ننتظره بعد اكتمالِ دورانه ، سعادةٌ غامرةٌ شعرتُ بها بعد أن تبدَّلَ وضع السرير ، وضعتُ نظارةَ القراءةِ عن يساري كي ترتاحَ المساحةُ حول عيني من آلةِ الرؤية ، الوحدةُ تجعلني أنسى تفاصيلَ كثيرة ، الغشاوةُ التي تنتابني أحيانًا دون مقدماتٍ فلا أرى بعض التفاصيل ، أو أستمتعَ ببعضِ حالاتِ الهناءِ والمتعة ، الصوتُ الأسطوريُّ القادمُ من الخلفِ يكتبُ على طبقِ استقبالِ السمعِ عندي أن هناك في الحياةِ حروفًا جميلةً وملونةً تتميزُ في الليل مع غيابِ الشمس ، ويمكن أن تصحو في الصباحِ لتراها كأوراقِ الورد ، تغيَّرَ وضعُ السريرِ وبقيَ بياضُه الأنيقُ وحكاياتُه التي تستحقُّ التسطيرَ في السجلات ، قلتُ لنفسي غدًا تتفتحُ الزهور ، يأتيك صوتٌ آخرُ ينقشُ على وجهِ الصباحِ حكاية ، يرسمُ من ماءِ الندى لوحةً جميلة ، يسلبُ من العصافيرِ شدوها ، تنفتحُ النافذةُ القريبةُ كي تغردَ العصافير ، تستمعُ بالشَّدوِ مع وضْعِ السريرِ الجديد ، جلتُ ببصري في الاتجاهِ الجديد ، الصوتُ القادمُ المنتظرُ ينافسُ أصواتَ العصافيرِ البريئةِ الملونة ، سأدعُ الشَّباكَ مفتوحًا فهناك مسمعان أحدهما لشدوِ العصافيرِ والآخر للصوتِ الذي يغلبُ صوتَ العصافير .