بقلم موسى بن محمد بكري
في مرحلة زمنية، ومنذ ما يزيد عن ثلاثة قرون، مرت الجزيزة العربية بمراحل شد وجذب، في ظل شتات قبلي، وحكومات نفوذها لايتجاوز أسوار حصونها، مما تسبب في انتشار البدع و النعرات القبلية وانعدام الأمن، نظرا لغياب سلطة حاكمة تفرض القانون أو النظام للحد من ذلك.
وفي الثالث جماد الثاني لعام 1139 هج الموافق الثاني والعشرون من فبراير للعام الميلادي 1727 أسس الإمام محمد بن سعود- رحمه الله- الدولة السعودية الأولى ممتلكًا قيادة حكيمة وقوية و منتصرًا بالدين الصحيح، فاستطاع تأسيس دولة حقيقية جمعت الشتات، معلنًا انطلاقة الهوية السعودية واستمرت وقامت هذه الدولة، رغم كل ما يحيط بها من أزمات وما تحاك لها من مكائد إلى أن تكالبت عليها القوى وأسقطتها.
ولكن التاريخ لم يتوقف فقد عاد من يبحث عن ملك اسلافه بقيادة الإمام تركي بن عبدالله بن محمد بن سعود – رحمه الله- ليؤسس الدولة السعودية الثانية امتدادًا للدولة السعودية الأولى في منهجها وبعد زمن من الحكم الراشد وفي ظل النزاعات التي عصفت بالجزيرة العربية و بالدور الذي لعبه الأعداء سقطت الدولة العظيمة مما أدى لحصول فراغ سياسي وفوضى في غياب الحكومة العاقلة وبعد فترة وجيزة عاد الإمام المؤسس الملك عبد العزيز بن عبد الرحمن آل سعود – طيب الله ثراه- ليعيد ملك أسلافه وبسط سيطرته على أغلب جغرافية الجزيرة العربية وبحكمته ودهائه استطاع تجنب النزاعات بعدم الدخول في أي تحالفات في ذلك الحين حرصا منه وحفاظا على دولته الوليدة و ليضع أساسا قويا لها.
وحينها انطلقت مسيرتنا، الدولة السعودية الثالثة وتتالى على حكمها ملوك عظام مستمرين على نهج البناء والتقدم للوطن إلى أن وصل عهد سيدي خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبد العزيز – حفظه الله- وسمو سيدي ولي العهد صاحب السمو الملكي الأمير محمد بن سلمان بن عبد العزيز – حفظه الله- فقد أصبحنا نسابق الزمن في ظل قيادة قوية حكيمة طامحة وشعب محب لوطنه وقيادته متعطشًا لأن تكون بلاده في مصاف الدول العظمى على هذا الكوكب وبالفعل حدثت هناك نقلة نوعية أبهرت العالم.
فقد عملنا على نقاط قوتنا واستطعنا استثمارها بمهارة وقدرة عالية على إدارة الأمور و أصبحنا رمانة الميزان في القرارت العالمية فبلادي وبقيادتها لها الدورة الكبير في ترجيح الكفة في الإتجاه الذي تريده مراعية في ذلك مصلحة شعبها وأمتها العربية والإسلامية .
مما جعلنا من أقوى مراكز صنع القرار في العالم وأصبح القوي و الضعيف يطلب ود المملكة العربية السعودية وبحكمة قيادتها لم تنجر لتلك التجاذبات فكانت الوسيط الأنسب و الصانع الحقيقي للسلام بكل قوة أقتدار وقد تجلى ذلك للبشرية في كل أقاصي الأرض من مشارقها لمغاربها و في مقدمة نشرات الإعلام عالميًا فلم يعد أحد يستطيع تجاهل ذلك و سنظل مستمرين في تحقيق ما عزمنا فلن يعيقنا شيء في سبيل تحقيقه قيادتًا و شعبًا .
في هذه المناسبة الوطنية العظيمة ذكرى يوم التأسيس لا يسعني إلا أن أرفع لمقام سيدي خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز ال سعود حفظه الله وسمو ولي عهده الأمين صاحب السمو الملكي الامير محمد بن سلمان بن عبدالعزيز حفظه الله و للشعب السعودي كافة بأسماء آيات التهاني والتبريكات أصاله عن نفسي و نيابة عن أبناء قبيلة البكارية بمنطقة جازان ونسأله الكريم أن يديم على بلادي أمنها واستقرارها .