أ.د/ عادل درويش
*أستاذ بجامعة حلوان ومدير المركز الثقافي المصري بأذربيجان سابقا*
*ومستشار الجامعة المصرية الصينية بالقاهرة*
قامت القوات الأرمنية في 26 فبراير 1992 بارتكاب اكبر مذبحة ابادة جماعية ضد سكان مدينة خوجالي في إقليم ناغورنو كرباخ الأذربيجاني مستخدمة في ذلك أحدث أنواع الأسلحة الفتاكة بدون تمييز . ووفقا للأرقام الرسمية فقد قتل 613 مدني من بينهم 106 إمرأة و83 طفل ولكن وفقا لمصادر مستقلة فقد تجاوز عدد الأشخاص الذين قتلوا في هذه الهجمات أكثر من 1300 قتيل فضلا عن 487 جريح أصيبوا بجروح خطيرة إضافة إلى 275 أسير وذلك من قبل القوات الأرمينية.
وقد أسفرت الهجمات التي نفذت في الليلة الأولى من هذه المجزرة عن مقتل جميع أفراد ثماني عائلات وإستمرت لتخلّف أكثر من 700 طفل قتل أمه أو أباه. وقد شاركت روسيا وقتئذ في هذه الحرب من خلال فوج يحمل رقم 366 في الجيش الروسي والذي حارب جنبا إلى جنب مع المعتدين الأرمن وذلك في بدايات خريف عام 1991.
-وفي هذا الاطار فقد ولدت ماتسمي بحملة “العدالة لخوجالى” وذلك من خلال دعوات الزعيم الخالد حيدر علييف وكذلك قرار منظمة التعاون الإسلامى بالدعوه لإحياء ذكرى شهداء “مذبحة خوجالى” في الدورة 33 للمنظمة والتى عقدت فى “كمبالا” يوليو2008، وكان الهدف من هذا القرار هو حشد التأييد الدولى لمعاقبة مجرمى الحرب من الأرمن الذين ارتكبوا هذه المذبحة والتي لايوجد لها مثيل في التاريخ. وبناءا علي ذلك فقد قامت السيدة/ ليلى علييفا نائبة رئيس صندوق حيدر علييف بمبادره لإطلاق موقع لحملة “العدالة لخوجالي” وذلك عام 2008 لنشر حقائق مجزرة خوجالي علي مستوي العالم أجمع حيث يقدم هذا الموقع معلومات هامة حول الوضع التاريخي والجغرافي والاقتصادي والديموجرافي لخوجالي قبل الاحتلال من الأرمن.
و تم إعداد فيلم وثائقي عن هذه المجزرة بعنوان “ممر لا نهاية له” حيث أقامت الأكاديمية البريطانية لفنون السينما والتليفزيون بلندن حفل تقديم لهذا الفيلم في الأول من يوليو عام 2014. كما تم بعد ذلك عرض هذا الفيلم في العديد من عواصم ومدن العالم من بينها إسطنبول وأنقرة وروما وفيلنيوس وباريس ودبلن وبرلين وبيرن ولوكسمبورغ.وتمت تُرجمة هذا الفيلم الوثائقي المصور باللغة الإنجليزية إلى اللغات الأذربيجانية والروسية والتركية والفرنسية والإيطالية والألمانية والعربية وكذلك تم عرض الفيلم في الكثير من القنوات العالميه مثل قناة “كانال 24” التركية و”سي إن إن ترك”، والتلفزيون الوطني الألباني، والقناة الأولى الإسرائيلية.
وقد حملت جميع أنواع المواصلات العامة في ميلانو بايطاليا شعار “العدالة لخوجالي “منذ عدة سنوات سنوات وذلك لمدة ثلاثة أيام وذلك في ذكري مجزرة خوجالي ,علاوة علي توزيع 15 ألف نسخة من كتيبات ومنشورات ولافتات عن خوجالي على مدار أسبوع كامل في جميع طرق ميلانو، وخصوصا الميادين الشهيرة والمراكز الثقافية والأماكن ذات كثافة سكانية عاليه والتي يتوافد إليها السياح بكثرة من دول العالم المختلفة.
– كذلك فقد قدم مسرح ميلانو (تياترو فيلودراماتيجي) مسرحية “الملائكة الحمراء الـ613″، وذلك بدعم من مجلس الدعم الحكومي لدى الرئيس الأذربيجاني للمنظمات غير الحكومية.
– كما انطلقت في ألمانيا مسيرة جماهيرية حاشده في مدينة بيلفلد الألمانية ضمن حملة العدالة لخوجالي حيث حضر هذه المسيرة الجماهيرية أكثر من 400 مشارك من المواطنين وممثلين عن الشتات التركي وناشطون في الثقافة والمجتمع المدني وضيوف بيلفلد،إضافة إلى الألمان القادمين من هانوفر وهامبورغ والمدن الأخرى. وبعد تظاهرة قصيرة أقام المشاركون مسيرة جماهيرية منظمة بشوارع رئيسية لمدينة بيلفلد، وقاموا بتوزيع منشورات وكتيبات تحوي معلومات موجزة حول مجزرة خوجالي، على السكان والضيوف والسياح.
– اما في جمهورية مصر العربيه وفي إطار الحملة الدعائية “العدالة لخوجالي” فقد قام أبناء النيل بالتضامن مع ضحايا مذبحة خوجالي حيث بدأت فكرة المناداة بالعدالة فى أكبر بلد عربى وهي مصر حيث قام طلاب كلية الاقتصاد والعلوم السياسية بجامعة القاهرة بتنظيم عدة فعاليات على مدار السنوات الماضية قدموا فيها نماذج رائعة من الأنشطة التى جذبت العديد والكثير من المهتمين بإعادة الحق لأصحابه والتنديد بالعدوان الأرمينى الغاشم على الضحايا المسلمين الأبرياء فى أذربيجان وخصوصا خوجالي حيث استطاع هؤلاء الطلاب من خلال هذه الفعاليات الهامه في نشر أكبر قدر من التوعية لدي المواطنين المصريين بمذبحة خوجالى
– كما نظم الطلاب مسيرة بالدراجات فى قلب العاصمة المصرية القاهرة، وكانت هى الأولى من نوعها للتوعية بالعدالة من أجل خوجالى والتي شارك فيها ما يقرب من 150 طالبا وطالبة من مختلف الجامعات المصرية, وقد لاقت المسيرة ترحيبًا ورواجًا كبيرًا, إضافة إلى الصدى الإعلامى الذى حققته.
– وبعد عام من الرواج الذى حققته الحملة فى مصر بفضل الجهود التى قدمها الطلاب فقد خرج منظمو هذه الحمله من الطلاب بأفكار جديدة للمناداة بالعدالة من أجل خوجالى حيث تم تنظيم أول ماراثون خيرى من نوعه فى مصر والشرق الأوسط فى فبراير عام 2015 لإحياء العدالة لخوجالى, وشارك فى هذا الماراثون ما يزيد على 300 طالب من مختلف الجامعات المصرية,ثم دعا منظمو هذه الحملة أيضا في فبراير عام 2015 الى مسيرة ليلية بالشموع في حديقة الأزهر بوسط مدينة القاهرة تخليدا للضحايا الأبرياء من مذبحة خوجالى حيث شارك في هذه المسيرة ما يزيد على 100 طالب من مختلف الجامعات المصرية.
وفي 27 سبتمبر 2020 وردًا على الاستفزازات العسكرية من قبل أرمينيا فقد اضطر الجيش الأذربيجاني إلى شن عملية هجوم مضاد، واستمرت الحرب الوطنية 44 يومًا وانتهت في 10 نوفمبر 2020 بالنصر المجيد للجيش الأذربيجاني الشجاع والذي قام بدور بطولي تحت قيادة الزعيم الهامي علييف في استرداد اراضية المحتلة من ارمينيا والذي استمر قرابة 30 عامًا.