الرئيسية مقالات الطفل السعودي الرجل

الطفل السعودي الرجل

160
0

 

إلهام الحازمي :مكة المكرمة :-

فتى يافعٌ ما شبَّ عن طوق الطفولة، يدفع العربة في حلقة الخضروات والفواكه . ويسوِّق لمهنته الشريفة ” عربية يا خالة”

ولو لم يُسبق لكان أفضل خيار ؛ أن أعزز من ثقته،وأدعم مشروعه، وأستعمله مطمئنة .

أتسوق بين البسطات – وقد غاب عنه الذهن المنشغل في عجلة الأمر وضيق الوقت.

ثم يصادفنا للمرة الثانية دون أن ينتبه – ربما- لتكرار العرض علينا

لكن العامل الوافد الذي يدفع عربتنا عرفه! فظن أننا سنستبدله به ؛ فدفع عربته بعربته ! فطار غضب الرجل (الطفل) في حمية متناهيه، وشجاعة فذة ، ورجولة لا تكاد تراها في كثير من أبناء سنِّه وجيله وفي لحظة مختزلة (دون إثارة ولا بلبلة ولا ألفاظ نابية) .

ثم انتفضت عروبته فقال: ( والله لولا البنت التي في العربة لرأيت ما أصنع! )

 

نعم هنا يُصنع الرجال ..

في ميادين الرجال ؛ تُصنع الرجولة، والمواقف، والشخصيات.

ومن دفع العربة والدفاع عن نفسه إلى أنواع الدفع والدفاع عن الدين والوطن، وقيادة الأجيال لمصاف التنافس و التقدم في كل ميدان .

الرجولة لا تُصنع بالترف، ولا بين أروقة الملاهي والمطاعم ، والتنافس في الألعاب

الالكترونية ،والاستهلاك في الملابس، والأجهزة، والحاجيات المختلفة ،ولا في الملاعب والحدائق والشوارع -وإن كانت بعض تلك ؛ روافد لصقل الشخصية ؛ ولكنها ليست المعوَّل .

الشاب الذي يفتتح معارفه للحياة وقد نزل إلى السوق؛ فباع واشترى وعمل وقايض وفاوض وسمع وردَّ ، ورأى صنوف التعاملات أمام ناظريه -وهو محصنٌ بتربية معتدلة تُقطعه جزءا يسيرا حسب عمره وحاجته وفراغه ليمتلأ من علوم الرجال- كما يقال- ليس كمن سكن البيت

،وأحيط بجهازه ، وأطلَّ على هُوَّات الفراغ؛ متخيلا نفسه بطلا لشيء لا بطولة فيه !

غامرا بصره ونفسه في قاعٍ يوشك أن يرفع بصره فيهتز ويختل ويسقط.

ولات نفعٌ يُرجى منه لنفسه ولا لمجتمعه !

 

أيها القارئ الكريم ..

إمَّا وجدت في بيتك فتى يافعا بدأت ملامح القوة تحيط جسده؛ فادفع به رويدا إلى ما يليق به، وماترجوه منه.

واعلم أن النتيجة مرهونة بالمقدمات.

ترك الرد

من فضلك ادخل تعليقك
من فضلك ادخل اسمك هنا