.. .بقلم/ الإعلامي/خضران الزهراني
“وَإِنَّكَ لَعَلَى خُلُقٍ عَظِيمٍ”
آية عظيمة، لم تكن مجرد وصف عابر، بل شهادة ربّانية خالدة، خطّها الله في كتابه الكريم عن أعظم الخلق، نبي الرحمة محمد صلى الله عليه وسلم.
تأملها، دعها تُحدثك بصمت، تفحص أعماقك…
هل نحن فعلاً على خلق عظيم؟
هل نتعامل برقيّ؟
هل نكظم الغيظ ونصفح؟
هل ننصر الضعيف، ونحسن الظن، ونقول خيرًا أو نصمت؟
في زحمة الحياة، قد نُخطئ، قد ننفعل، قد ننسى أنفسنا… لكن العظمة ليست في الكمال، بل في أن نعود إلى أخلاقنا، كلّما انحرفت بنا الطرق، وتعثرت بنا المشاعر.
فالأخلاق ليست رفاهية، وليست مجرد مظهر، بل هي طريق إلى الجنة، ووسام على صدور الصالحين، وهي ما يبقى من الإنسان حين يذبل كل شيء فيه.
وقد قيل:
وإنما الأممُ الأخلاقُ ما بقيتْ
فإن همُ ذهبتْ أخلاقُهم ذهبوا
ولم يكن عبثًا حين قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:
«أكثر ما يُدخل الناس الجنة، تقوى الله، وحُسن الخُلُق»
يا أنتَ… ويا أنتِ…
دع كل ضجيج العالم خلفك، واسأل نفسك بصوتٍ خافت:
هل أنا ممن يُحبهم الله لأخلاقهم؟
هل أُحسن حين أُساء؟
هل أعفو حين أُظلم؟
هل أُكرم حين أُهان؟
فـ تلك هي مقاييس العظماء، لا بما يملكون… بل بما يحملون من خُلق.