الرئيسية مقالات الأشهر الحرم: فرصة عظيمة لزيادة العمل الصالح وتجنب المعاصي

الأشهر الحرم: فرصة عظيمة لزيادة العمل الصالح وتجنب المعاصي

47
0

 

إعداد المقال: خضران الزهراني

تبدأ اليوم أولى ليالي شهر ذو القعدة، وهو من الأشهر الحرم التي يتميز فيها الزمان بخصوصية عظيمة، إذ ورد في القرآن الكريم ما يدل على فضل هذه الأشهر، فقد قال الله تعالى: “فَلَا تَظْلِمُوا فِيهِنَّ أَنفُسَكُمْ”، مما يوضح مدى عظم أجر العمل الصالح فيها وحرمة ارتكاب المعاصي خلالها.

الأشهر الحرم:

الأشهر الحرم هي أربعة أشهر من السنة الهجرية وهي:

• محرم

• رجب

• ذو القعدة

• ذو الحجة

وقد خصها الله سبحانه وتعالى بمكانة كبيرة، حيث كانت العرب في الجاهلية تُحرم فيها الحروب، ويعظم فيها الأجر والثواب. وهذه الأشهر تحمل بين طياتها فرصة عظيمة للمسلمين لزيادة العمل الصالح والتقرب إلى الله، حيث تُضاعف فيها الحسنات، وتكون السيئات أكبر وأعظم إثمًا، كما في قوله تعالى: “إِنَّ عِدَّةَ الشُّهُورِ عِندَ اللَّهِ اثْنَا عَشَرَ شَهْرًا فِي كِتَابِ اللَّهِ يَوْمَ خَلَقَ السَّنَاوَاتِ مِنْهَا أَرْبَعَةٌ حُرُمٌ” [التوبة: 36].

الأجر مضاعف والعمل الصالح أولى:

إن هذه الأشهر المباركة فرصة عظيمة لكل مسلم ليزداد في الأعمال الصالحة من صلاة وصيام وصدقة وذكر، فكل عمل صالح في هذه الأشهر له من الأجر ما لا يُحصى. بالإضافة إلى ذلك، فإن الطاعات في هذه الأشهر لها أولوية خاصة، فقد ثبت أن الحسنات فيها تتضاعف، ما يجعلها فرصة مثالية لكل مسلم لتقوية علاقته بربه وزيادة حسناته في زمن محدود يحمل من الفضائل ما يعجز اللسان عن وصفه.

تجنب المعاصي في الأشهر الحرم:

كما أن الأعمال الصالحة تتضاعف في هذه الأشهر، فإن المعاصي فيها أعظم إثمًا، فهي فترة حرمة شديدة يجب على المسلم أن يتجنب فيها كل ما يغضب الله. إن ارتكاب المعاصي في الأشهر الحرم له من الأثر العظيم في تضييق فرص المغفرة، ويزيد من وقع الذنب على النفس، لذا يجب على المسلم أن يتحرى الحذر ويبتعد عن كل ما يسبب غضب الله

كيف نحقق الاستفادة من الأشهر الحرم؟

1. الإكثار من العمل الصالح: بما أن هذه الأشهر تحمل فرصة عظيمة لزيادة الأجر، ينبغي على المسلم أن يغتنمها في زيادة العبادة من صلاة نافلة، وقراءة للقرآن، وصيام تطوعي، وصدقة، وكل أنواع الأعمال الصالحة.

2. الابتعاد عن المعاصي: من أهم وسائل الاستفادة من هذه الأشهر هو الابتعاد عن المحرمات والذنوب، والحرص على تطهير النفس من الخطايا.

3. التوبة والرجوع إلى الله: في هذه الأشهر الحرم، ينبغي للمسلم أن يتوب عن ذنوبه ويعزم على عدم العودة إليها، فالوقت مناسب للتغيير الجاد نحو الأفضل.

إن شهر ذو القعدة وأيام الأشهر الحرم بشكل عام، تحمل في طياتها فرصًا كبيرة لنيل رضا الله والابتعاد عن المعاصي. هذه فرصة لا تعوض، فيجب على كل مسلم أن يسعى لتحقيق أقصى استفادة منها بتكثيف أعماله الصالحة، والتوبة عن الذنوب، والابتعاد عن المحرمات. فلا تظلم نفسك في هذه الأشهر المباركة، بل اجعلها بداية لتغيير إيجابي في حياتك نحو الأفضل.

اللهم اجعلنا من الذين يستمعون القول فيتبعون أحسنه، واجعل هذه الأشهر الحرم فرصة لنا لزيادة التقوى والبر والعمل الصالح.