الرئيسية سياحة جازان المواسم.. وجهة السياحة والاستثمار في جنوب المملكة

جازان المواسم.. وجهة السياحة والاستثمار في جنوب المملكة

67
0

احمد علي بكري

منذ انطلاقتها ضمن مبادرة “مواسم السعودية”، استطاعت “جازان المواسم” أن تتحول إلى أيقونة سياحية واقتصادية جنوب المملكة، معززة مكانة المنطقة كإحدى أهم وجهات الجذب السياحي والاستثماري على مدار العام. وتعتبر هذه المبادرة منصة لإبراز الإرث الثقافي والطبيعي الغني الذي تزخر به جازان، وتفعيل الإمكانات الاقتصادية والسياحية للمنطقة، بما يعزز من مساهمتها في الناتج المحلي الإجمالي وفق رؤية المملكة 2030.

المواسم والمهرجانات في جازان:

مهرجان جازان الشتوي:

يُعد من أقدم الفعاليات في المنطقة وأكثرها شهرة، حيث يستقطب مئات الآلاف من الزوار كل عام. يتميز بتنوع فعالياته من العروض الشعبية والفنية، والمعارض الزراعية، إلى أنشطة الترفيه والأسواق الشعبية.

مهرجان البن الخولاني:

يُقام في محافظة الداير، ويحتفي بأحد أبرز المنتجات الزراعية في المنطقة، البن الخولاني، الذي يعد من أجود أنواع البن في العالم. يجذب المهرجان آلاف الزوار والمستثمرين المهتمين بسوق القهوة.

مهرجان الفل والنباتات العطرية:

يعكس الهوية العطرية لجازان، ويُبرز تنوع نباتاتها المحلية، مما يفتح الباب أمام استثمارات في مجالات الزراعة والصناعات التجميلية والعطرية.

مهرجان الحريد:

مناسبة سنوية فريدة تحتفي بهجرة سمك الحريد إلى سواحل فرسان، وتُعد من الفعاليات البيئية والسياحية النادرة في العالم.

موسم جزر فرسان:

يعزز من السياحة البيئية والبحرية، مستفيداً من جمال الجزر وتنوعها البيولوجي، كما يشجع على الاستثمار في السياحة البحرية والفندقية.

مهرجان المانجو والفواكه الاستوائية:

يبرز ثراء المنطقة بالمنتجات الزراعية، ويشكل منصة تسويقية للمزارعين وفرصاً للشراكات الاستثمارية في مجال الزراعة التحويلية.

الأثر السياحي والاقتصادي:

أسهمت مواسم جازان بشكل مباشر في تنشيط القطاع السياحي، حيث تشير الإحصائيات إلى أن عدد الزوار تجاوز 2.5 مليون زائر خلال السنوات الخمس الماضية، بمعدل نمو سنوي يفوق 20%. كما ارتفعت نسبة إشغال الفنادق إلى ما يزيد عن 85% خلال فترات المواسم.

جذب رؤوس الأموال والاستثمارات:

على الصعيد المحلي، شهدت المنطقة تدفقاً استثمارياً متزايداً، حيث تم إطلاق أكثر من 300 مشروع صغير ومتوسط مرتبط بالسياحة والضيافة والترفيه.

أما على الصعيد الأجنبي، فقد دخلت عدة شركات دولية مجال السياحة البيئية والبحرية في جازان، باستثمارات تجاوزت 1.2 مليار ريال حتى عام 2024.

ساهمت هذه الاستثمارات في خلق أكثر من 10 آلاف فرصة عمل مباشرة وغير مباشرة لأبناء المنطقة.

الأثر الاجتماعي والثقافي:

أعادت المهرجانات الحياة إلى الفنون الشعبية والحرف اليدوية، وشجعت على التفاعل المجتمعي وتعزيز الهوية الثقافية، حيث أُدرجت عدة عناصر تراثية من جازان ضمن قائمة التراث غير المادي الوطني.

التحديات والطموحات المستقبلية:

رغم ما تحقق، لا تزال هناك تحديات تتعلق بالبنية التحتية والخدمات اللوجستية في بعض المناطق النائية، إلا أن الخطط المستقبلية تستهدف تطوير البنى التحتية، وتوسيع نطاق الفعاليات، وتحويل بعض المهرجانات إلى فعاليات عالمية.

تسير جازان بخطى ثابتة نحو أن تصبح نموذجاً للتنمية المتوازنة التي توائم بين الاستدامة البيئية، والنمو الاقتصادي، والتنوع الثقافي، مما يجعل من “جازان المواسم” مشروعاً وطنياً شاملاً يتجاوز حدود الاحتفالات الموسمية ليُرسخ مكانة جازان كقطب سياحي واستثماري متجدد على مدار العام.