بقلم:احمد علي بكري
في خطوة استراتيجية تعزز من قدرة المملكة العربية السعودية على تحقيق الاكتفاء الذاتي في مجال الصناعات العسكرية، أطلقت القوات الجوية الملكية السعودية برنامجًا رائدًا لتصنيع وتجميع أجنحة ومقدمة طائرات F-15SA داخل المملكة. يعد هذا البرنامج أحد أبرز مخرجات رؤية المملكة 2030، التي تركز على توطين الصناعات الدفاعية وتعزيز القدرات الوطنية في المجالات الحيوية.
ما هي طائرة F-15SA؟
طائرة F-15SA هي نسخة مطورة من المقاتلة الأمريكية الشهيرة F-15E Strike Eagle، وتُعتبر من أكثر الطائرات تقدمًا في العالم من حيث التقنية والتسليح. تتميز هذه النسخة بتقنيات إلكترونية حديثة، ورادارات ذات كفاءة عالية، ونظام تسليح متطور يتيح لها تنفيذ مهام هجومية ودفاعية على أعلى مستوى.
أهداف البرنامج السعودي لتجميع وتصنيع F-15SA:
يهدف هذا البرنامج إلى نقل المعرفة التقنية والخبرة الصناعية من الشركات العالمية إلى الأيدي السعودية، من خلال شراكات استراتيجية مع شركات كبرى مثل بوينغ، والمصانع الوطنية الرائدة مثل الشركة السعودية للتقنيات المتقدمة (وهج) والشركة السعودية للصناعات العسكرية (SAMI). يركز البرنامج على:
تجميع أجنحة ومقدمة الطائرة محليًا بنسبة متزايدة من المكونات المصنعة داخل المملكة.
تأهيل كوادر وطنية للعمل في التصنيع والميكانيكا والتقنيات الدقيقة.
نقل وتوطين التكنولوجيا عبر تدريب شامل ومراكز أبحاث متقدمة.
تعزيز الأمن القومي عبر الاكتفاء الذاتي وتقليل الاعتماد على الخارج.
الأثر الاستراتيجي:
تُشكل هذه المبادرة نقلة نوعية في تطوير قطاع الصناعات الدفاعية في المملكة. إذ تُسهم في:
خلق وظائف تقنية عالية المهارة للمواطنين.
دعم الاقتصاد الوطني عبر تنمية قطاع الصناعات التحويلية.
تقليل التكاليف طويلة الأمد من خلال التصنيع المحلي.
تعزيز استقلالية القرار العسكري السعودي.
التعاون مع بوينغ:
من أبرز مميزات هذا البرنامج التعاون الوثيق مع شركة Boeing، التي تعمل جنبًا إلى جنب مع الشركاء السعوديين لضمان نقل المعرفة بطريقة فعّالة. يتضمن التعاون إقامة خطوط إنتاج وتجميع متقدمة في المملكة، إضافة إلى تطوير سلسلة توريد محلية قوية.
التحديات والفرص:
رغم أن البرنامج يواجه تحديات تتعلق بضرورة تطوير كفاءات محلية عالية المستوى، إلا أن الإرادة السياسية والدعم الحكومي الواسع يجعلان من هذه المبادرة قصة نجاح مرتقبة في عالم التصنيع العسكري.
برنامج F-15SA السعودي لتصنيع وتجميع أجزائه داخل المملكة ليس مجرد مشروع صناعي، بل هو إعلان دخول السعودية نادي الدول المصنعة للتقنيات الدفاعية المتقدمة. مع مرور الوقت، سيُذكر هذا المشروع كأحد أعمدة النهضة الصناعية والدفاعية التي رسمت ملامح مستقبل المملكة.