بقلم الكاتبة /وجنات صالح ولي
نظن أحيانًا، بيقينٍ لا يتزحزح، أننا لا نستطيع الاستغناء عن بعض الأشخاص، أو الأماكن، أو حتى أشياء نحبها. ونعتقد أن فقدها سيقودنا إلى الموت، أو إلى حافة الانهيار، أو على الأقل إلى التيه عند أبواب من فارقونا، لأي سببٍ كان.
لكننا – دون أن نشعر – نكون قد أوهمنا أنفسنا بذلك. نحن من أقنع قلوبنا بهذا الشعور، وصدّق دواخلنا ما لم يكن حقيقيًا.
ومع مرور الوقت، نكتشف أن الانسحاب لا يقتل، وأن الألم لا يدوم، وأن الشعور بالخسارة يتضاءل حين يُقابل بالإدراك الواعي. ندرك – متأخرين غالبًا – أن قلوبنا كانت رهينة وهم، وأننا كنا أقوى مما توهّمنا.
لم نمت بفقدهم كما ظننا، ولم تدمرنا المسافة كما توقّعنا.
الوجع كان حقيقيًا، لكننا كنا أقدر على تجاوزه.
والذي قُدّر لنا، مررنا به… ونجونا.
جدد قناعاتك، ولا تقف عند أطلال الماضي.
الإدراك الحقيقي يتطلب شجاعة، ومجهودًا ذهنيًا كبيرًا في البداية، لكنه كفيل بأن يعيد ترتيبك من الداخل.
جرّب أن تستيقظ على فكرةٍ جديدة، تنقذك من فكرةٍ قديمة.
اعترف لنفسك أن بعض الأفكار الموروثة أو المزروعة فيك، آن لها أن تتغير.
ابدأ بنفسك… بصلاةٍ حقيقية، ورفقةٍ إيجابية.
حينها فقط، ستدرك أن ما فاتك لم يكن لك، وأن قلبك وروحك لا يستحقان ذلك الكم من الإنهاك.
ارتقِ بذاتك، لا تسحق نفسك بصمت.
الهدوء الحقيقي يأتي بعد أن تفوز…