الرئيسية محلية “لا أحد يسمع النداء الأخير للقلب”

“لا أحد يسمع النداء الأخير للقلب”

63
0

 

الكاتبة / وجنات صالح ولي

في زوايا القلوب، هناك نداء أخير لا يُسمع، لا يُرى، ولا يُفهم.

ذلك النداء الذي يأتي بعد طول صبر، بعد أعوام من التنازلات، من الحب غير المشروط، من المحاولات المتكررة لإنقاذ ما يمكن إنقاذه… يأتي خافتًا، ضعيفًا، لكنه حقيقي وموجِع.

قد لا تراه العيون، لأنه لا يُقال، لا يُكتب، لا يُشرح… فقط يُشعَر.

ينبع من قلب أنهكته المواقف، أنهكته الخيبات، أنهكته العلاقة التي تحوّلت من حضن دافئ إلى ساحة اختبارٍ قاسٍ…

حينها، يبدأ القلب في الانطفاء تدريجيًا، دون ضجيج، دون وداع، دون لوم حتى.

مجرد هدوء غريب… يسبق الرحيل.

لا أحد يسمع النداء الأخير للقلب، لأنه لا يشبه النحيب، بل يشبه الصمت، الصمت الذي يلي الانفجار،

الصمت الذي يُشبه شخصًا وقف طويلًا على بابٍ مغلق، ثم استدار، ومشى دون أن يطرق مرةً أخرى.

أولئك الذين غادرونا دون كلمة، ربما كانوا يصرخون بداخلهم ونحن لا نسمع،

ربما منحونا أكثر مما نحتمل، وأكثر مما يليق بنا، ونداؤهم الأخير… لم يكن إلا الرحيل.

لذلك، احذر أن تصل يومًا إلى نداءك الأخير… أو أن تُجبر أحدهم على أن يطلقه.

فالقلوب حين تصمت، لا تعود أبدًا كما كانت.

“أحنّ على القلوب قبل أن تُضطر إلى الصمت… فبعض الصمت وداع لا يُعلن.”