الرئيسية ثقافة وفنون بكل محبة حوارات فنية صيفية ضيف العدد : الفنان الجزائري إبراهيم دريس

بكل محبة حوارات فنية صيفية ضيف العدد : الفنان الجزائري إبراهيم دريس

370
0
من إعداد: سمير تلايلف
الفنان ابراهيم دريس أهلا بك، عرفك الجمهور العريض من خلال دورك في مسلسل الدامة، لو تحدثنا عن بداياتك وكيف وجدت نفسك في الوسط الفني؟
ابراهيم دريس: ابراهيم دريس، ممثل جزائري، من الجزائر العاصمة وبالتحديد من الحي الشعبي الشهير باب الواد.
في صغري كنت أحب كرة القدم التي علمتني الإنضباط في العمل قبل كل شيء. وفي سنة 2000م بدأت مشواري الفني كمغني راب في فرقة جنوكسي genoxy، في هذه المرحلة دخلت عالم السينما عن طريق صديقي أمين كباس، الذي بفضله إلتقيت بالمخرج العالمي «كوستا ڨافراس» الذي لم أكن أعرفه إطلاقا، وهو من زرع فكرة السينما في رأسي إن صح التعبير. ومن هنا بدأت انطلاقتي في عالم السينما إلى غاية يومنا هذا، رغم الإعاقة السمعية التي حدثت لي سنة 2015م.
ماذا أضاف لك لقاء وشهادة المخرج العالمي كوستا ڤافراس، خاصة وأنك كنت في بداية المشوار آنذاك؟
ابراهيم دريس: حقيقة، لم أكن أعرفه أو أعرف شيء عن عالم السينما كما أخبرتك سابقا، لقائي معه كان صدفة، فأنا ذهبت لزيارة صديقي أمين كباس الذي كان مساعد المخرج في فيلم maintenant ils peuvent revenir للمخرج سالم براهيمي، وكان كوستا ڨافراس وزوجته ميشال في الإنتاج. أتذكر أنني لما وصلت لمكان التصوير للقاء صديقي أمين كباس، رآني كوستا ڨافراس ونادى صديقي أمين وسأله عني ومن أكون، عاد إلي أمين ليخبرني أن كوستا يريد الحديث معي، ولما قابلته تكلم معي هو وزوجته ونصحوني أن أمارس السنيما، لأنني أتمتع بوجه سينمائي، ومنحوني فرصة التمثيل ليكون أول ظهور لي في عمل سينمائي سنة 2013م، أذكر جيدا ذلك اليوم، حين رآني كوستا ڨافراس من وراء الكاميرا، وقالي لي بالحرف الواحد: لو تعمل في السنيما سيكون لك مستقبل كبير. شعرت أنه كان صادقا في كلامه، فبقي كلامه يدور في رأسي.
وبعد سنين من اللقاء، عرفت من يكون كوستا ڨافراس، فتحفزت أكثر حتى أنني تركت أوروبا التي عشت فيها ثلاث سنوات، ورجعت لأجسد فكرة كوستا ڨافراس وأحقق حلمي السينمائي بكل ثقة.
عرفك جمهور التلفزيون من خلال دور «حمزة» في مسلسل «الدامة» للمايسترو المخرج يحي مزاحم، حدثنا عن هذه التجربة وكيف وجدت التعامل مع يحي؟
ابراهيم دريس: كان لي شرف أن أكون في هذا العمل، «حمزة» كانت الشخصية التي جسدتها، والتي عرفني جمهور التلفزيون من خلالها.
لما اتصل بي المخرج يحي مزاحم لم تكن لي أي علاقة معه، فأنا لم أراه أمامي أو تحدثت معه سابقا. ذهبت لإجراء الكاستينغ في حضوره وتكلمنا على المشروع، أصارحك أنني كنت خائف قليلا من إعاقتي، لكن مزاحم كان شجاعا ووضع ثقته في شخصي، وبعد قراءتي للسيناريو أعجبني كثيرا وأعجبتني شخصية حمزة التي اشتغلت عليها كثيرا، حتى ظهرت بالمستوى الذي رآه الجمهور.
التجربة كما لاحظتم كانت من أروع التجارب التي قمت بها في التلفزيون، أين اشتغلت مع ممثلين رائعين أمثال: بوعلام بناني، مصطفى لعريبي، عايدة عبابسة، رضوان مرابط، وريم تاكوشت التي ساعدتني كثيرا في هذا العمل رفقة عايدة عبابسة.
كان هناك تنافس كبير في مسلسل الدامة، حيث كان كل فنان يلعب دوره على أعلى مستوى، العمل الذي ساد فيه جو جد عائلي خالي من النفاق والكراهية، وهذا الشيء أنجح العمل وجعله يصل للجمهور.
في الدامة تعرفت كذلك على ممثلين موهوبين أمثال: كريمو دراجي ونورهان زغيد التي كانت اكتشافي في هذا العمل.
تعاملت مع نفس المخرج في مسلسل البراني، الشخصية التي كانت مختلفة تماما عن شخصية حمزة، حدثنا عن البراني والدور الذي أسند إليك.
ابراهيم دريس: البراني كانت تجربة أخرى، أين قمت بدور مختلف عن شخصية حمزة، حيث كنت في صراع مع نفسي من أجل تجسيد شخصية المجنون في البراني، المشكل أنه لم يكن لدي الوقت للدخول في الشخصية كما يجب، فقد تلقيت صعوبات، لكن لما يكون معك مخرج مثل يحي مزاحم الذي يعرف جيدا الممثلين الذين يعملون معه، فإنه يستطيع إخراج الشيء الذي يبحث عنه بعفوية وبدون ضغط، لقد كان لديه صبر أيوب ههههه، لكنه منحني كل الظروف الجيدة والملائمة لأقدم شخصية المجنون لأول مرة بتلك الطريقة. أنا أحب التحديات ويحي مزاحم عرف هذا شيء واكتشفه في شخصي.
يقال أن المخرج يحي مزاحم من المخرجين الذين يصنعون النجوم ويضع الفنان في طريقه الصحيح، بحكم تجربتك معه، هل توافق هذا الرأي؟
ابراهيم دريس: بالتأكيد، هذا الشيء معروف في مزاحم، اكتشاف المواهب وتمهيد الطريق للنجومية بطريقته، وهذا لاحظناه مع الكثير من الممثلين الذين عملوا معه، مزاحم يعتبر واحد من أحسن المخرجين في الجزائر في الوقت الحالي.
ندخل الآن كواليس اختيار الممثل أو ما يعرف بالكاستينغ، كيف تتم هذه العملية وكيف يتم اختيار الممثل وهل هناك واسطة (معريفة) في دهاليز الكاستينغ؟
ابراهيم دريس: آه من الكواليس ههههه.
عملية إجراء الكاستينغ تكون حسب شخصية صاحب العمل،
فلكل مخرج طريقته في التعامل مع الكاستينغ، ففي بعض الأحيان يكون الإختيار صعب ويفرض على المخرج أخذ رأي الطاقم العامل معه، أما عن الواسطة فهي موجودة، ومنها الإيجابية والسلبية. فالإيجابية تكون لما يكون المخرج يعرف إمكانيات الممثل والفنان الملائم للشخصية الموجودة في السيناريو، والذي سيجسدها على أكمل وجه، هنا يكون الإتصال مع الممثل مباشرة حتى بدون إجراء كاستينغ. أما الواسطة السلبية، أن بعض المخرجين يكون عليهم ضغوطات تفرض عليهم ممثلين لا يلائمون الشخصيات المكتوبة في السيناريو، وهذا يؤثر سلبيا على العمل.
ولكن في أغلب الأحيان يكون الكاستينغ على الجميع ويتم الإختيار.
مصادرنا علمت أنك كنت موزع العام الماضي في عمل رمضاني لكن تم استبدالك في آخر لحظة بممثل آخر، هل لك أن تؤكد أو تنفي هذه الحادثة؟
ابراهيم دريس: نعم هذا صحيح، وهي ليست أوّل مرة، لكن اختيار المخرج يبقى هو سيد الموقف، أنا أرى أن المنافسة هي من تجعلهم يستبدلونني بممثل آخر، هذا من جهة، ومن جهة أخرى أقول أن العمل لم يكن في البداية من نصيبي بل كان من نصيب فنان آخر. دون الدخول في التفاصيل التي تجعلني أفكر بطريقة سلبية.
كيف ترى واقع الفنان الجزائري في خريطة الإنتاج الفني، وهل يحتل المكانة التي يستحقها؟ أم العكس؟
ابراهيم دريس: واقع الفنان الجزائري متدهور جدا في الكثير من الأشياء. سواءً في طريقة المعاملة الغير متوازنة، والوضعية التي يعيشها في العمل أو في الحياة اليومية، يعني أن أغلبية الفنانين يعانون بعدم وجود قوانين تحميهم. برغم أننا نعلم أن الفنان هو عمود من هيكل الثقافة الجزائرية وسفير لها.
ليبقى السؤال مطروح، من هو المستفيد من هذه الحالة التي يعيشها أغلبية الفنانين، ولما لا يحتل الفنان الجزائري المكانة التى يستحقها؟
نعود إلى السينما من خلال هذا السؤال، قدمت العديد من الأفلام السينمائية، حدثنا عن تلك الأفلام، وما هو الدور الذي شعرت أنك أبدعت من خلاله أكثر؟
ابراهيم دريس: نعم، كنت محظوظا وشاركت في أفلام تحصلت على جوائز عالمية. دخلت عالم السينما من خلال أفلام أخدت فيها أدوار ثانوية، على غرار فيلم «الآن يستطيعون العودة» للمخرج سام براهيمي، فيلم «أبواب القلعة السبعة» للمخرج أحمد راشدي، وبعدها قدمت الفيلم القصير «حديقة التجارب» للمخرجة دانيا ريموند. من خلال هذه الأفلام الثلاثة كنت أعمل تقني ريجيسور، ويتم اختياري من طرف المخرجين لأشارك في أفلامهم كممثل وأنا أعمل في البلاطو. بعدها كان أول حضور لي كممثل رئيسي في فيلم «ريح الرباني» للمخرج مرزاق علواش، وفيلم «السعداء» للمخرجة صوفيا جامة.
أما الدور الذي شعرت أنني أبدعت من خلاله، هو دوري في فيلم «مورسولت كنتر انكات ماك» للمخرج بن سماعيل، ودوري في فيلم «بوبيا» للمخرج بوعزيز ياسين، لأنها كانت أدوار مختلفة تماما.
كنت أحد الفنانين الذين دخلوا السينما ورسموا مسارهم بخطوات ثابتة، وبالحديث عن السينما نجد أننا نتحدث عن سينما جزائرية تعيش معاناة رغم تاريخنا السينمائي الكبير، في رأيك كيف ستستعيد السينما الجزائرية بريقها؟
ابراهيم دريس: أول شيء علينا التخلص من بعض التصرفات التعسفية في الإدارة، وهذا لا يكون إلا بتشغيل الكفاءات وذوي الإختصاص في مناصبهم المناسبة، ويؤمنون أن المسؤولية تكليف وليس تشريف.
ثانيا: يجب أن تكون المحاسبة والمتابعة والمراقبة في كل المشاريع من طرف أخصائيين في السينما.
أما عن سبب تأخر سينمانا، أظن أن العشرية السوداء أثرت كثيرا على المجتمع الجزائري في شتى المجالات، وعلى السينما كذلك، لهذا علينا التخلص من الماضي السيء، وتكون هناك انطلاقة جديدة التي تُشرِف تاريخ السينما الجزائرية وتعيد بريقها، أنا متفائل كثيرا أننا سنعيد مجد السينما مستقبلا بحول الله.
ماهي خطوطك الحمراء التي لا يمكنك غض الطرف عنها؟
ابراهيم دريس: قلة الإحترام في جميع الجوانب، سواء من ناحية المعاملة، أو من ناحية إمضاء العقد، أو طريقة العمل.
أطالب بالإحترام وكفى، فعندما يكون الإحترام المتبادل، سيصنع جو جميل ملائم للإبداع، وينعكس ذلك على جودة العمل.
كل أعمالك كانت في الدراما، فهل يمكن أن نجد ابراهيم دريس في عمل كوميدي مستقبلا؟
ابراهيم دريس: نعم، أنا أعمل على هذا الأمر يوميا، ويجب أن يكون لي عمل كوميدي، فأنا ممثل ويجب أن أقوم بجميع الأدوار، ودخول عالم الكوميديا من طموحاتي المستقبلية.
سمعنا عن تصوير الجزء الثاني من مسلسل البراني، هل ستكون ضمن طاقم العمل؟
ابراهيم دريس: لغاية هذه اللحظة لم أتلقى إتصالاً من فريق العمل، أو من المخرج يحي مزاحم. يعني لا أستطيع تأكيد أو نفي مشاركتي في مسلسل «البراني 2».
ماهي مشاريعك الفنية المستقبلية التي بدأت تظهر معالمها؟
ابراهيم دريس: حتى الآن، هناك عمل رمضاني واحد وهو «مسلسل الحراز»، لكن لغاية هذه اللحظة لازلت لا أعلم تاريخ بداية التصوير.
لكل فنان أهداف وطموحات، ماهي أهداف وطموحات الفنان ابراهيم؟
ابراهيم دريس: الهدف الأول هو تشريف الناس التي وضعت الثقة في شخصي ووقفت إلى جانبي في مشواري الفني.
الأهداف كبيرة وكثيرة، وممكن وصول إليها لأنني تعلمت من ممثلين وفنانين أصبحوا اليوم عالميين، وصرنا نشاهدهم حتى في هوليوود، ولكن هذا يتطلب مني العمل أكتر، وهو ما أسعى إليه. أطمح أن أكون من أحسن الممثلين التي أنجبتهم السينما الجزائرية.
الفنان إبراهيم دريس بكل محبة أقول لك تشرفت بإجراء هذا الحوار معك، وبكل محبة أترك لك المجال لتقول كلمة الختام.
ابراهيم دريس: شكرا على هذ الحوار الرائع، وتقديم الأسئلة بطريقة احترافية، وشكرا على الوقت الرائع الذي قضيته معك. أخيرًا أقول: تحيا السينما، وشكرًا.