بقلم الواء المتقاعد : محمد بن سعيد الحارثي مدير شرطة العاصمة المقدسة (سابقاً)
عبارات مثل قال لي عمي وكنت عند عماني وزرت عماني
وتسوقت لعماني عبارات يوجهها احدهم للصغير والكبير ، وهو ما اخبرني به صديق عن رجل يعرفه هو قائل هذه العبارات التي يرددها دائماً عند من يعمل لديه رغم فارق السن
هذا الرجل كان هو قد اسهم في ايجاد فرصه عمل له لدى رجل ورث ثروة كبيرة. وقد اوصاه قبل ان يبدأ العمل في ان يهتم بعمله وان يكون مفتاحاً للخير مغلاقاً للشر. ومعيناً له فيما ينفع وسبباً في رفع حوائج الناس ورغباتهم في العمل ، فيكون قد احسن الى من اقترب منه وخدمه. وسهل امور اصحاب الحاجة. وسد ثغرات المجتمع.
وحسب قوله ان ظنه قد خاب فيه ، فقد استغل صاحبه ذلك القرب لتحقيق منافع خاصة والتوسع فيها الى درجه كبيره. ولم يوظف ذلك القرب لمنفعة غيره مما يخدم المجتمع وأمنه ، فقد حرص على ان تعود عليه تلك العلاقة بالنفع الخاص. ورغم ان احواله قد تبدلت وتحسنت الا انه نسي ما كان عليه حاله سابقاّ. وقد سألت من حدثني عن علاقة صديقه برب العمل ومدى توثقها فقال انها سمن على عسل وأنهما لا يكادا ان يفترقا ،
حتى انه اصبح مستشاره ومرافقاً له كظله ، الامر الذي اثار فضولي وجعلني اطلب معلومات عن الاثنين فوجدت ان هناك انسجام وتشابه بينهما فالأول غير محبوب من اقرب الناس اليه لسلبيته تجاههم فلا اهتمام ولا سؤال ولا مساعده لهم مما انعم الله به عليه. ولا احد يذكر له عملاً يدعى له به خلاف تفانيه في خدمة عمانه ، اما الاخر فهو انطوائي ويميل الى العزلة ولم يوفق في معالجة بعض الامور العائلية كما يشاع ، هنا ادركت صدق القول المأثور بان الطيبين عادة ما ينسجمون مع اشباههم. مما جعلني اُشّعِر صديقي فأقول له لا تذهب نفسك حسرات عليه ،
فكلٌ ميسر لما خلق له وهو امر ينبغي اخذ العبرة منه وبضرورة ان يعمل الانسان في حياته بما فيه نفع فالدنيا مزرعة للاخره ، فالأمور تقاس عاده بالأعمال الصالحه والانجازات والعمل على ادخال السعادة على قلب كل من عرف وليكن المرء ايجابياً ما استطاع. وهنيئاً لمن وفقه الله.
والله المستعان.






