الباحة _ خضران الزهراني
بعد غيابٍ امتدّ لعقدين من الزمن خلف قضبان الغربة، واشتياقٍ تراكم في صدور الأهل والأحبة، ها هو اليوم وجه حميدان التركي يشرق من جديد على أرض الوطن.
مرحبًا بك يا ابن المملكة البار، الذي حمل حكاية صبرٍ استثنائية ودرسًا خالدًا في الثبات على المبدأ طوال أكثر من 20 عامًا قضاها في السجون الأمريكية، متنقّلًا بين محاكمات وأروقة قانونية لم تُخمد عزيمته، ولم تنتزع منه الأمل.
وُلِد حميدان في المملكة العربية السعودية، وسافر إلى الولايات المتحدة عام 1995 لاستكمال دراساته العليا في اللغويات، ليصبح لاحقًا اسمًا تتناقله وسائل الإعلام، ليس لعلمه فقط، بل لقضيته التي شغلت الرأي العام السعودي والعربي لسنوات طويلة.
اليوم، وفي مشهد يفيض بالإنسانية، تطأ قدماه تراب الوطن وسط استقبال رسمي وشعبي مؤثر، ودموع فرح تختلط بتكبيرات الشكر والحمد. عاد الرجل الذي غاب جسدًا، لكنه ظل حاضرًا في الدعاء والذاكرة، ليبدأ فصلًا جديدًا من حياته بين أهله ووطنه، طليقًا كما أراد، وكريمًا كما عهدناه.
أهلاً بك في وطنك… وأهلاً بالعودة بعد طول انتظار.







