الرياض– الدكتور: فهدالزهراني
الأفكار هي كُل الأشياء … كُل
شيء مهما عظم أو صغر في الاتجاه الإيجابي أو المعاكس لهُ يبدأ بفكرة صغيرة ثم ينمو ويجذب المُتشابهات إليه
ينمو ويتسع من نفس النوع … فإن كان حسن فقد عم واتسع الحسن … والعكس تماما
والأفكار تنشأ في حينه وفق السقف المعرفي لزمنه ومكانه …. ثم تتربع داخل دائرة الصواب ثم تورث للأخرين ومع الوقت وتراكم المعرفة يعلو أفق ذاك السقف ويستجد عليه الكثير من المعلومات التي قد تدعم صحة بعض الأفكار أو تُضعفها …. ويجب أن يُصاحب ارتفاع هذا السقف أمانة وضمير الكلمة …. ويهمنا من تلك المصاحبة … تلك الأفكار التي سُقيت من مستنقع الاتكالية واللامبالاة وقد تدفع بصاحبها إلى مزيد من الإخفاق والفشل …. تلك الأفكار التي طمأنت صاحبها على إخفاقه وفشله وخدرت طموحه وقيدته في بساط واجبرت قدميه إلا تتجاوزه
ابناؤنا ورثوا أفكار من سبقهم …. ولأنهم في سبات عميق من التمني والأماني ألفت عزيمتهم العطف والشفقة وأنسوا دور الضحية …. وطالما لم يمسهم الضر ويجدون من يحتويهم بالأماني وحُسن الظن وقليل من قوت يومهم الذي يضمن سير دائرة الرحى فتعلو جعجعتها ولا يُرى منها الطحين …. ويرمون كُل ما سبق والاتي داخل دائرة ارتقت بنفسها إلى قناعة تامة تامة ( كُله بالبركة )
وخير الدليل قرآننا الكريم …. لم يقل لنا سيأتيك رزقك رغدا وبما تشاء وأنت في أحضان الاماني والتمني …. بل يدعو للسعي والتكسب … وكُل ما حصلت وستحصل عليه وفق سعيك إليه ( وَأَنْ لَيْسَ لِلإِنسَانِ إِلَّا مَا سَعَى وَأَنَّ سَعْيَهُ سَوْفَ يُرَى)النجم 39 بقدر سعيك كما وكيفا ستصل لما تُريد …. ليس بالحظ والتمني … بل فق قوانين وسنن كونية ثابته ( فَلَن تَجِدَ لِسُنَّتِ اللَّهِ تَبْدِيلًا ۖ وَلَن تَجِدَ لِسُنَّتِ اللَّهِ تَحْوِيلًا)فاطر 43 … سنن كونية عادلة ومتساوية الظروف والفرص هدى للناس جميعا ( نمد هؤلاء وهؤلاء من عطاء ربك وما كان عطاء ربك محظورا’)الاسراء 20 …. كُل ما في هذا الكون مُسخر لخدمة هذا الانسان
(سخر لكم ما بين السماوات والأرض جميعا) الجاثية 13 … وجعل سبحانه وتعالى مع هذا التسخير المشيئة وحرية الاختيار والقرار لهذا الانسان ( وَمَا تَشَاءُونَ إِلا أَنْ يَشَاءَ اللَّهُ رَبُّ الْعَالَمِينَ ) الانسان30 ( ولكل وجهة هو موليها فاستبقوا الخيرات )البقرة 148 / هو موليها … انت المسئول عن مسار حياتك ويدعوك سبحانه وتعالى إلى التسابق بالعمل الصالح ( فاستبقوا الخيرات ) وكُل شي يُحسب لك أو عليك… ( إِنْ أَحْسَنتُمْ أَحْسَنتُمْ لِأَنفُسِكُمْ ۖ وَإِنْ أَسَأْتُمْ فَلَهَا) الاسراء7 ( مَّنْ عَمِلَ صَالِحًا فَلِنَفْسِهِ ۖ وَمَنْ أَسَاءَ فَعَلَيْهَا ۗ وَمَا رَبُّكَ بِظَلَّامٍ لِّلْعَبِيدِ)فصلت 46
إذن كُل ما أنت فيه سببه أنت وكُل ما ستذهب إليه سببه أنت
الانسان مُخلوق مُكرم ومُفضل من الله سبحانه وتعالى … خليفه الله في أرضه مأمور بإعمارها بالعمل الصالح … وسخر سبحانه وتعالى كُل ما في هذا الكون للاستفادة منها واعطاه حرية إدارة شئون حياته كيفما شاء وبما شاء وكُل شيء كبر أو صغر يُحسب لهُ أو عليه قد يُثاب هنا وقد يأثم هناك ( إِنَّا هَدَيْنَاهُ السَّبِيلَ إِمَّا شَاكِرًا وَإِمَّا كَفُورًا) الانسان٣
أنفض غبار التواكل والتمني وتوكل على الله وخُذ بالأسباب وستجد ما يسرك ويرضيك …… ستصل للدرجة والمكانة بقدر عملك في هذا الاتجاه وليس بالأماني والتمني ( وَلِكُلٍّ دَرَجَاتٌ مِمَّا عَمِلُوا ) ( مما عملوا ) الانعام 132
دمتم مُنعمين بالصحة والسلامة والخير الكثير
