الرئيسية المجتمع خطبةٌ عن نعمة الأمن والرخاء ووحدة الصف في بلادنا المملكة العربية السعودية

خطبةٌ عن نعمة الأمن والرخاء ووحدة الصف في بلادنا المملكة العربية السعودية

215
0

 للشيخ عبد الله بن رجا الروقي
مدير مركز الدعوة والإرشاد وإمام وخطيب جامع الراجحي بالدوادمي
1447/3/27هـ

يوسف النجعي / الدوادمي

صحيفة صدى نيوزs

فقد أوصى الشيخ في بداية
خطبته قائلا :
فإنَّ وصيةَ اللهِ للأوَّلين والآخِرينَ هي بتقوى اللهِ قال تعالى: ﴿وَلَقَد وَصَّينَا الَّذينَ أوتُوا الكِتابَ مِن قَبلِكُم وَإِيّاكُم أَنِ اتَّقُوا اللَّهَ﴾.
أيُّها الناسُ إنَّ اللهَ قد أَنعَمَ على عباده بنعمٍ لا تُحصَى قال اللهُ تعالى: ﴿أَلَم تَرَوا أَنَّ اللَّهَ سَخَّرَ لَكُم ما فِي السَّماواتِ وَما فِي الأَرضِ وَأَسبَغَ عَلَيكُم نِعَمَهُ ظاهِرَةً وَباطِنَةً﴾، وقال تعالى: ﴿وَإِن تَعُدّوا نِعمَةَ اللَّهِ لا تُحصوها﴾
ثم بين حفظه الله
أن النِعَمِ هي من الله وحده، قال تعالى: ﴿وَما بِكُم مِن نِعمَةٍ فَمِنَ اللَّهِ﴾
وإنَّ مِنْ نِعَمِ اللهِ الكثيرةِ علينا نعمتين عظيمتين:
النعمةُ الأولى:
نعمةُ الإسلامِ، وهو عبادةُ الله وحده واجتنابُ الشركِ وسائرِ المعاصي فإنَّ ذلك أعظمُ نعمةٍ يمُنُّ اللهُ بها على عبادِه قال اللهُ تعالى: ﴿الْيَوْمَ أَكْمَلْتُ لَكُمْ دِينَكُمْ وَأَتْمَمْتُ عَلَيْكُمْ نِعْمَتِي وَرَضِيتُ لَكُمُ الْإِسْلامَ دِينًا﴾، وقال تعالى ﴿بَلِ اللَّهُ يَمُنُّ عَلَيكُم أَن هَداكُم لِلإيمانِ﴾.

وهذه النعمةُ العُظمى هي أصلُ كُلِّ نعمةٍ، وهي سببٌ لكل ِّخيرٍ في الدنيا والآخرةِ، ومن ذلك أنَّ الإيمانَ هو سببُ الأمنِ والاهتداءِ، قال اللهُ تعالى: ﴿الَّذِينَ آمَنُوا وَلَمْ يَلْبِسُوا إِيمَانَهُم بِظُلْمٍ أُولَٰئِكَ لَهُمُ الْأَمْنُ وَهُم مُّهْتَدُونَ﴾
ومِن ثمراتِ الإيمانِ أنَّه سببٌ لفَتْحِ البركاتِ من السَّماءِ والأرضِ، قال اللهُ تعالى: ﴿وَلَو أَنَّ أَهلَ القُرى آمَنوا وَاتَّقَوا لَفَتَحنا عَلَيهِم بَرَكاتٍ مِنَ السَّماءِ وَالأَرضِ﴾.
النعمةُ الثانيةُ:
الأمنُ؛ فإنَّ الأمنَ مِن أعظمِ نعمِ اللهِ على عبادِه إذ لا يتِمُّ الانتفاعُ بشيءٍ من نِعم الدنيا إلا بوجودها فلا يطيبُ العيشُ إلا بالأمن؛ فالناسُ لا تستقيمُ أرزاقُهم وأحوالُهم إلا بالأمن؛ فإنَّ الخوفَ إذا وقع شحّتِ الأرزاقُ، وتعطَّلَت مصالحُ الناسِ، ولم يَهنأْ أحدٌ بطعامٍ ولا بنومٍ بل لا يَهنأُ أحدٌ بنعمةٍ مِنَ النعمِ إلا بالأمن، ولهذا امتنَّ اللهُ على عباده بهذه النعمةِ بقوله ﴿أَوَلَمْ يَرَوْا أَنَّا جَعَلْنَا حَرَمًا آمِنًا وَيُتَخَطَّفُ النَّاسُ مِنْ حَوْلِهِمْ ۚ﴾
وقال النبيُّ ﷺ: ” مَنْ أَصْبَحَ مِنْكُمْ آمِنًا فِي سِرْبِهِ، مُعَافًى فِي جَسَدِهِ، عِنْدَهُ قُوتُ يَوْمِهِ، فَكَأَنَّمَا حِيزَتْ لَهُ الدُّنْيَا ” رواه الترمذيُّ.

*ثم بين و قال في نهاية خطبته الاولى :
وها نحنُ بحمدِ اللهِ نَتَفيَّأُ ظِلالَ هذه النعمةِ في بلدٍ يَحكُمُ بكتاب اللهِ وسنةِ نبيِّه ﷺ؛ فالسُّنَّةُ في بلادِنا مرفوعةٌ، والبِدعةُ فيها مقموعةٌ؛ فاجتمعت نعمةُ الأمنِ ونعمةُ الإيمانِ؛ فاللهم لك الحمدُ كثيرًا.

*وفي خطبته الثانية قال :
فإنَّ اجتماعَ الكلمةِ ووَحدةَ الصفِّ من أعظمِ مقاصدِ الشريعةِ، قال الله تعالى: ﴿إِنَّ هَٰذِهِ أُمَّتُكُمْ أُمَّةً وَاحِدَةً وَأَنَا رَبُّكُمْ فَاعْبُدُونِ﴾، وقال تعالى: ﴿وَاعْتَصِمُوا بِحَبْلِ اللَّهِ جَمِيعًا وَلَا تَفَرَّقُوا﴾، وقال النبيُّ ﷺ : «إنَّ اللَّهَ يَرْضَى لَكُمْ ثَلاثًا، ويَكْرَهُ لَكُمْ ثَلاثًا، فَيَرْضَى لَكُمْ: أنْ تَعْبُدُوهُ، ولا تُشْرِكُوا به شيئًا، وأَنْ تَعْتَصِمُوا بحَبْلِ اللهِ جَمِيعًا ولا تَفَرَّقُوا».
ثم بين حفظه الله :
أنَّ الحِفاظَ على أمن الأوطانِ مسؤوليةٌ عظيمةٌ يقومُ بها كلُّ فردٍ من خلال طاعتِه لله عزَّ وجلَّ ولرسوله ﷺ،

*ثم ختم الخطبة ببيان عظيم وهو :
وجوب طاعةُ أولي الأمرِ ولزومِ
الجماعةِ، والالتزامُ بالأنظمة والتعليماتِ التي وضعتها الدولةُ لحفظ الحقوقِ وصيانةِ الأرواحِ والممتلكاتِ،
قال اللهُ تعالى: ﴿يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا أَطِيعُوا اللَّهَ وَأَطِيعُوا الرَّسُولَ وَأُولِي الْأَمْرِ مِنكُمْ﴾.
وأن هذه الآيةِ اجتمع فيها

*أسبابُ الأمنِ وصلاحِ الدين والدنيا فأمر اللهُ تعالى في الآية بطاعته وطاعةِ رسولِه ﷺ وأمر كذلك بطاعة أولي الأمرِ في غيرِ معصيةِ اللهِ، فهذه الثلاثُ طاعةُ اللهِ وطاعةُ رسولِه ﷺ وأولي الأمرِ هي أُصولُ تحقيقِ الأمنِ ورخاءِ العيشِ.

الكاتب الصحفي /يوسف النجعي.